خلال أسبوع كامل عاشت ولاية الكاف على أخبار وجود الأسلحة، مرة بمنطقة «الدير» أخرى بتاجروين باحدى منازل، وبسيارة لمواطن جزائري يحمل مفرقعات وعملة صعبة . «الشروق» واكبت الأحداث لمدة أسبوع كامل وتنقلنا إلى الأماكن التي أعلن عن وجود أسلحة بها، حيث تحاورنا مع المواطنين كما اتصلنا ببعض الأمنيين فنفوا جميعا وجودها، واتهموا الاعلام بالتسرع في نقل أخبار غير دقيقة وقال أحدهم «ما يحيرني كيف يتجرّأ إعلامي جالس بمكتبه بتونس العاصمة على نقل خبر من تاجروين أو الكاف دون أن يقوم بزيارة ميدانية إلى موقع الحدث»؟
أما حكاية الشخص الذي القي عليه القبض بسيدي عبد الباسط من معتمدية تاجروين وله علاقة بالسيارة التي حجزت بفرنانة من ولاية جندوبة وقيل وقتها إن بها أسلحة, فقد اتصلنا ببعض معارفه وجيرانه فأفادونا انه شخص يعتبر أحيانا غير عادي ومن المغرمين بكتابة التمائم أو ما يعبر عنه ب«الحروز» كما انه مغرم بالبقاء مدة طويلة بالكهوف الجبلية وقليل النزول إلى المدن والقرى ويميل إلى الوحدة. وقد تزوج قبل الثورة بامرأة ثانية زواجا عرفيا على خلاف الصيغ القانونية، وخوفا من أن يلقى عليه القبض بسبب هذه الفعلة تنقل إلى القطر الجزائري خلسة حيث عثر عليه الأمن الجزائري باحدى الكهوف فتم التحقيق معه لمدة طويلة وتسليمه إلى السلطات التونسية فحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة ثم أفرج عنه بعد الثورة.
أما المسدس الذي وجد ببيته فيرجح معارفه انه يرجع إلى حقبة الاستعمار وربما وجده باحدى المغاور التي كان يتردد عليها. كما كان لنا لقاء مع بعض الوحدات الأمنية المرابطة على الحدود التونسية الجزائرية فعبر جميعهم عن الدور الايجابي للمواطن التونسي وحتى المهربين للبنزين وتعاملهم مع السلط الأمنية أثناء الفترة الأخيرة بعد أن راج من أخبار عن وجود أسلحة .كما طالبوا الاعلاميين مرافقتهم أثناء الليل بالجبال أثناء التمشيط ليعرف الجميع المعاناة التي يعيشها رجل الأمن بهذه المناطق الوعرة أين تنزل البرودة إلى اقل من الصفر.