في مثل هذه الفترة من كل عام تنطلق الفضاءات السياحية من فنادق ومطاعم في الاعداد لسهرات رأس السنة الإدارية ويبدأ البحث عن النجوم الفنية التي ستؤثث تلك السهرات أما المقابل فيحتسب بالملايين ويدفع بالعملة الصعبة . وكانت هذه الفضاءات تتنافس من أجل الفوز بأفضل النجوم وأكثرهم شهرة لجلب أكثر ما يمكن من الحرفاء او «السهّارة» كما يطلق عليهم.. وهذا يترجم طبعا بالعملة الصعبة باعتبار ان نجوم الفن العربي وفرق البالي البرازيلية والروسية التي يتم جلبها تتحصل على أجورها بالعملة الصعبة او على الأقل نسبة كبيرة من هذا الأجر يكون بالأورو أو بالدولار..
احتياطي
وعندما نتحدث عن الأجور او «الكاشيات» فإننا نتحدث عن عشرات الآلاف، فأجر النجم العربي يتراوح عادة بين 10 آلاف و30 ألف دولار، ولنا ان نجمع عدد الفنانين المدعوين في مثل هذه المناسبة لنجد أن ما يصرف من عملة صعبة يعد بمئات الآلاف من الدولارات..
وإذا كانت المسألة تمر عادية قبل الثورة باعتبار الوضع الاقتصادي المستقر نسبيا، والاحتياطي من العملة الصعبة يسمح بمثل هذه التحويلات فإنه اليوم الوضع تغيّر وبلادنا تمر بفترة استثنائية على المستوى الاقتصادي والاحتياطي من العملة الصعبة حسب التقديرات الأخيرة لا يكفي الا لمائة يوم من الاستيراد. لذلك مطلوب من السلط ان تنتبه الى هذه المسألة والعمل على إقناع أصحاب هذه الفضاءات السياحية بعدم دعوة الفنانين من خارج الحدود.
هل من إجراء؟!
وإذا كنا ندعو السلط الثقافية والسياحية وبقية المعنيين بهذا الموضوع، فإننا ندعو أصحاب المطاعم والفنادق ومن منطلق وطني ومساهمة منهم في المساعدة على تجاوز هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمرّ به بلادنا، الى الاكتفاء بتأثيث سهراتهم بفنانين تونسيين ولنافي الساحة الكثير من الأسماء القادرة على جلب الحرفاء في مثل هذه المناسبات على غرار صابر الرباعي ولطفي بوشناق وأمينة فاخت وصوفية صادق ونجاة عطية ونور الدين الباجي وحسن الدهماني وحتى يسرى المحنوش التي سطع نجمها مؤخرا من خلال برنامج «أفضل صوت» (The voice).
قد يكون أجر بعض هؤلاء مرتفعا نسبيا مثل صابر او لطفي أو أمينة لكن مقارنة بأجور راغب علامة ونانسي وشيرين، فإنها تعتبر في المتناول خصوصا أنها تقينا نزيف العملة الصعبة. فهل من اجراء لحماية رصيدنا المتواضع من العملة الصعبة؟!