الأمة الإسلامية قسمان: قسم منها يفعل المعصية فإذا ما ستره الله، رجع إليه فعفا عنه، وهؤلاء هم مصداق قوله تعالى:{والذين إذا فعلوا فاحشة أوظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}. (آلعمران:135).
والآية صريحة في أن شرط الغفران والعفو، عدم الإصرار على فعل الذنب ومجاهدة النفس حتى لا تعود إليه!{وإذا جاءك الذين يؤمنون يآياتنا فقل سلام عليكم، كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم} (الأنعام: 54).
والقسم الثاني هم المجاهرون الذين لا يبالون بشرع أوقانون، فهم مدمنون على المعاصي بل مرضى بها!!
ومن المجاهرة بالمعصية أن يصيب أحدهم الفاحشة وحده ولم يطلع عليه أحد، ثم يهتك ستر نفسه بنفسه، ويذيع ما كان خليقا به أن يكتمه. ونرى أن هؤلاء مكبون على ما هم عليه لا يتوبون ولا يرجعون إلى الله بطلب المغفرة ولا يقبلون نصحا أوحكمة. فطبائعهم مغلقة ونفوسهم خبيثة وهم مصداق قوله تعالى: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} (الأنفال:22).