بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لاندلاع ثورة تونس المجيدة نظم مكتب حركة النهضة بحمام الأنف لقاءً شعبيا أشرف عليه السيد عبد الكريم الهاروني وزير النقل والذي أكد أن ملفات الفساد تعتبر أولوية في المرحلة القادمة. افتتح الهاروني اللقاء بكلمة التزم فيها للجماهير بعزم الحكومة على مواصلة تحقيق أهداف الثورة بالتعاون مع كافة أفراد الشعب التونسي المخلصين للوطن والدين، كما دعاهم إلى مراقبة كامل أعمالها باعتبارها مجرد أداة من أدوات الثورة لتحقيق الأهداف قائلا : «نحن لا نخاف نقدا ولا برامج، ولا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها».
وأكد الهاروني ضرورة إبقاء الشارع حرا وعدم السماح بغلقه تحصينا للثورة، فحق التعبير مكفول لكافة التونسيين إلا لمن يريد أن يمارس العنف، كذلك هو الشأن بالنسبة لحق المعارضة فقد تحررنا من الخوف ولا مجال للعودة إليه ثانية.
وترحم السيد عبد الكريم الهاروني على أرواح شهداء الثورة لا سيما منهم الشهيدين وليد المشلاوي ومحمد الناصر الطالبي ابني مدينة حمام الأنف مؤكدا على أن تونس ستواصل دفع الشهداء حتى تحقق الثورة أهدافها وتعرض الى الشهيد أنيس الجلاصي وكيل الحرس الوطني الذي طالته يد الغدر أثناء أدائه لنداء الواجب وحيا الامن والجيش الوطنيين كما توجه بالمناسبة للشعب التونسي بدعوة صريحة لعدم إشغال رجال الأمن بمعارك هامشية وتركهم يضبطون الأمور ويحرسون حدود الوطن لأن التخطيط للاعتصامات يضعف جهودهم ويشتتها حتى يصبحوا غير قادرين على مقاومة الجريمة والتصدي للمجرمين فلا يجب فسح المجال للأطماع الخارجية التي تعتقد أن تونس مجالا عسكريا مفتوحا ومناسبا لذا يجب مد يد المساعدة للأجهزة الأمنية حتى تقدر على حماية تراب الوطن.
كما صرح بوجود نقص فادح في المعدات والإمكانيات الأمنية خاصة داخل البلاد وعلى طول الشريط الحدودي ، فالشهيد أنيس الجلاصي واجه المجرمين دون واق للرصاص في حين أن مؤسساتنا خسرت أموالا طائلة من جراء الإضرابات من أهمها شركة فسفاط قفصة التي أضاعت أكثر من 1200 مليار والتي كان من شأنها أن تجهز المصالح الأمنية بأحدث المعدات.
قطار الشمال
وطالب السيد الهاروني بمزيد العمل والإنجاز حتى نكون أوفياء لدماء شهدائنا الأبرار وقد أراد بالمناسبة أن يجعل يوم 17 ديسمبر 2012 يوم انطلاق إنجاز عظيم في مجال النقل البري الذي يتمثل في انطلاق قطارات جديدة إلى مناطق الشمال الغربي مؤكدا على حق كل التونسيين للتمتع بنفس الحقوق فقد تم تركيز قطارات حديثة في اتجاه مدينة قلعة سنان الحدودية وأخرى تربط بين مدينتي ماطر وبنزرت وغيرها من المحطات التي كانت تعاني التهميش والإقصاء كما تعهد بمزيد العمل على تحسين الخدمات في النقل فالإنجازات ومقاومة البطالة وإصلاح الإدارات هي خير احتفال بالشهداء.
وتعرض الهاروني إلى قراءة عامة للمشهد السياسي في بلادنا انطلاقا من عدة محطات هامة مرت بالبلاد والتي أراد البعض من المعارضين من خلالها إسقاط الحكومة بداية من جانفي 2012 ثم في شهر مارس وغرة ماي من نفس السنة وصولا إلى تاريخ يوم 23 أكتوبر حين اقترح السبسي شرعية وقائية باقتراح قائمة تحتوي على 42 شخصية أغلبهم مناشدين ومطبعين فهؤلاء الجماعة كانوا يتدبرون أمرا وهو إسقاط الحكومة الشرعية لكنهم عادوا بعد ذلك يتحدثون عن الوفاق الوطني.
قال الهاروني «هزمناهم في الانتخابات وفي الإدارة وسنهزمهم في الشارع».
وتحدث الهاروني بخصوص بعض التحديات في مجال النقل ومن أهمها إحالة العديد من ملفات الفساد إلى القضاء ولكن بحذر قائلا «نحن حذرون لأننا ظلمنا وغير مستعدين لإعادة نفس التجربة» وقد صرح بأنه تم إحالة حوالي 800 ملف فساد على أنظار القضاء لكن يجب مقاومة الفساد والمفسدين بالعدل والهدوء لأن ذلك يتطلب وقتا طويلا وصبرا جميلا ثم قدم أمثلة حية لبعض ملفات الفساد منها التفطن إلى رشوة ب5 مليارات من المليمات في مجال النقل ولكن لم يتم التوصل إلى ذلك إلا بعد جهد جهيد ، كما ذكر بعض الصفقات المشبوهة منها صفقة اقتناء 1000 حافلة مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات ولكراس الشروط وهي معرضة للعطب بسرعة وبمجرد نزول الأمطار أو سكب الماء على الزجاج الأمامي يغرق المحرك في المياه ويتوقف عن العمل وقد بين أن تكلفة الحافلة الواحدة 280 ألف دينار.