زلفان منطقة ريفية تبعد بضع كيلومترات عن تالة بها أراض خصبة وبساتين غناء من زياتين وكروم ومختلف أنواع الغلال ومروج من الهندي ومناظر طبيعية وغابية جميلة الا ان هذا الجمال الطبيعي يخفي آلاما ومعاناة الأهالي. السيد مبارك المنصري أثنى على قيمة الأرض التى مازالت بكرا وأن انتاجها البيولوجي وافر جدا يشمل جميع أنواع الخضروات والأشجار المثمرة من لوز وزيتون وفستق وكروم إلا أن معرقلات عدة لا تشجع الفلاح على الاستثمار وتتقاسمها وزارتين الأولى وزارة أملاك الدولة التي مازالت لم تفض بعد معضلة الأراضى الاشتراكية وكذا أراضى الأحباس ووزارة الفلاحة التى تضع يدها على بعض الآبار في الجهة فتبيع صهاريج مياه للمواطنين بمقدار دينارين للصهريج لكن نقله يتكلف على المستهلك البسيط أزيد من عشرين دينارا ليصل الى 35د في المناطق البعيدة نسبيا وما من حل آخر يطفئ ضمأ الآلاف من العائلات فمن المفروض أن يقع تدخل عاجل وجدي من قبل أصحاب القرار لرفع الضيم عن منطقتنا التى لو تحظى بحيز من الاهتمام ويرفع عنها التهميش وتسوى وضعية الأراضى وتسند الى أهاليها بشكل عادل وقانوني .
كما التقت الشروق بالسيد العياشي بن المولدي سائحي الذى كشف عن أربع آبار عميقة ذات التدفق العالى وتم حفرها ابان عهد المخلوع إلا أن استغلالها ظل يكتنفه الغموض والعديد من التساؤلات وهي لماذا تم حفرها ؟ لماذا يحرم الأهالي الذين يعدون بالآلاف من الماء ؟ ولماذا لا تستغل خمسة آلاف هكتار من الأراضي الخصبة على أكمل وجه ؟ توغلت الشروق في أعماق زلفان بين الأشجار والمروج فالتقينا السيد محمد العبيدي السائحي وهو متحصل على الأستاذية في التربية التقنية منذ خمس سنوات ومازال ينتظر الفرج من وزارة التربية وقد كشف أن الأهالي وتوقيا من العطش وضعوا مواجل لحفظ الماء وشربه دون مراعاة القواعد الصحية وثانيهما أن الآبار الأربعة العميقة تم حفرها في العهد السابق لغاية نقل المياه الى أراضى بعض المتنفذين في الحكم آنذاك فنرى ماءنا يحمل أمام أعيننا ونحن نموت عطشا السيد محمد بالأمين سائحي الذي ذكر أن بالجهة أربعة آبار قيد الاستغلال منها بئرين ينتفع بهم كل من العصايدية والهياشرة والنمايرية وبئر شعبان الذي لا يمكنه أن يغطي حاجة الآلاف وبئر طرفاية الذى ستستغله جهات ألمانية بالتعاون مع مستثمر تونسي لتركيز مصنع لتعليب المياه المعدنية التى نرجو أن يستفيد منه أبناء الجهة من العاطلين عن العمل.