القواسم... منطقة تنتمي الى قرية بوزقام من معتمدية القصرين الجنوبية... هذه المنطقة عطشى منذ 10 أشهر... لماذا؟ «الشروق» تنقلت الى هذه المنطقة لتقصي الأمر والتقت الأهالي فتضاربت آراؤهم بخصوص أسباب انقطاع الماء الصالح للشراب عن المنطقة. لم يكن الوصول الى هذه المنطقة صعبا نظرا إلى وجود طريق معبدة وإن كانت فيها بعض الحفر ولما وصلنا وجدنا جمعا غفيرا تجمهر في ساحة المدرسة الابتدائية بالمكان أردنا التأكد من صحة ما راج عن انقطاع الماء الصالح للشراب عن المنازل منذ 10 أشهر فدخلنا منزلا هناك دون سابق اعلام وتفحصنا بأنفسنا الحنفيات لا ماء ولا حياة واثناء تجولنا شاهدنا الجرارات توزع الماء عن طريق الصهاريج والناس يجمعونه في مواجل أعدت قبل انشاء الجمعية المائية وظنوا انهم تخلصوا من المياه الوسخة في هذه المواجل ولكن الاقدار أعادتهم اليها بل المحظوظ منهم من وجد ماجلا لتجميع المياه لصغاره وحيواناته، لم يكن أمر التحاور مع الأهالي سهلا لأن الكل يريد أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع فتعالت الاصوات من هنا وهناك معبرة عن الغضب الشديد والاحتقان الكبير الذي يسود المنطقة ورغم هذه الاصوات المتعالية فهمنا ان المشكلة تتلخص في شخصين رئيس الجمعية المائية والمشرف على عملية توزيع الماء حيث اتهم الاهالي هذين الشخصين بالتلاعب والفساد باعتبار انهم يسددون بانتظام معاليم الكهرباء وهذا باعتراف المشرف السيد عبد الوهاب القرمازي الذي أكد ان الاهالي فعلا لا دخل لهم في هذه المسألة ولكن ما يسددونه لا يفي بالمصاريف الباهظة أي أن الميزانية عاجزة غير أن هذا التبرير فنده الاهالي الذين ردّوا انقطاع الماء الى افتعال من هذا السيد الذي ارادها ورقة ضغط لإجبار رئيس الجمعية على تمكينه من التغطية الاجتماعية ولئن كان من حقه المطالبة بالتغطية الاجتماعية الا انه ليس من حقه قطع مصدر الحياة عن السكان. اتهام السلطات الجهوية
هذا ما صرح به السيد الأمجد قرمازي أحد سكان المنطقة الذي اتهم الجميع بالضلوع في هذه المسألة بما في ذلك السلطات الجهوية لا سيما إدارة الفلاحة ممثلة في قسم الموارد المائية التي تمت مراسلتها في الغرض وعوضا على اتخاذها القرار الصحيح بإعادة تشغيل البئر وبالتالي إعادة الماء الصالح للشراب الى المنازل سمحت لرئيس الجمعية بحفر بئر عميقة أخرى مما فسح المجال للمشغل بأن يستولي على البئر القديمة وفي هذا الاطار تبرأ المشغل عبد الوهاب القرمازي من هذه التهمة وعبر عن استعداده لإعادة تشغيل المحرك لجلب الماء لكن شريطة أن يتمتع بالتغطية الاجتماعية وهو السبب الرئيسي في الخلاف حسب رأيه كما اتهم الاهالي رئيس الجمعية السيد أبو العاص قرمازي المعروف بعبد الدايم بالتلكؤ في حل القضية لتوفير الفرصة أمامه لحفر بئر أخرى في أرضه نظرا لاستحالة سيطرته على الموقف نظرا لوجود البئر القديمة في أرض المشغل عبد الوهاب ليبقى التجاذب قائما بين المشغل ورئيس الجمعية والاهالي عطشى يستهلكون مياه الصهاريج مع ما يرافق ذلك من تلوث وأمراض.
المشغل سرق الماء
هذا ما صرح به رئيس الجمعية السيد أبوالعاص قرمازي الذي لاحظ أن سبب الخلاف ليس التغطية الاجتماعية كما ادعى المشغل عبد الوهاب وإنما مردها أن هذا الأخير ضبط بحالة تلبس وهو يسرق الماء مما أدى الى عجز الجمعية عن مجابهة المصاريف الباهظة وهو ما فنده عبد الوهاب واعتبرها تهمة كيدية للتخلص منه ليس إلا وأن له دينا قدر ب 1800 دينار بعنوان التغطية الاجتماعية وعبر عن استعداده لإرجاع المشغل الى عمله وإعادة توزيع الماء على الأهالي في صورة تعهده بتسديد هذا الدين والالتزام بعدم سرقة الماء مجددا وفي خضم هذا الصراع اللامبرر يبقى حوالي 5000 فرد من سكان منطقة القواسم عطشى وحوالي 60 هكتارا من الأراضي السقوية تواجه الجفاف.