تعتبر جهة جندوبة من أبرز الجهات في تربية الماشية وخاصة الأغنام لكن هذا القطاع عانى من عدة صعوبات انعكست على سعر اللحوم والطاقة الشرائية للمواطن، وهذا ما دعا بعض المستهلكين إلى مقاطعة اللحوم الحمراء ! ظل قطاع تربية الماشية وفي مقدمته تربية الأغنام من القطاعات الواعدة والتي عادة ما تحقق توازنا في السوق لكنها في المدة الأخيرة تحول إلى مشكل بسبب الارتفاع غير المسبوق للأسعار عند البيع والشراء.
«الشروق» زارت بعض الأسواق الأسبوعية بالجهة والتي عادة ما تشهد حركة غير عادية للبيع والشراء للوقوف على حقيقة ما يتردد عند المواطن والجزار والفلا ح عن ارتفاع غير مسبوق في الأسعار بالأسواق.
عدد من الفلاحين الذين التقتهم «الشروق» أكدوا أن سبب ارتفاع أسعار «العلوش» يعود لكثرة مصاريف العناية والتربية من ذلك ارتفاع أسعار الأعلاف والقش وما تحتاجه التربية من مصاريف تثقل كاهل الفلاح وفسر البعض الآخر الارتفاع في ثمن بيع العلوش بنقص المراعي الطبيعية وهو ما جعل أكثر الاعتماد على الأعلاف وهي في الحقيقة مرتفعة الثمن.
وأكد فريق آخر من الفلاحين أن أسباب ارتفاع الأسعار بصفة ملحوظة في السنوات الأخيرة يعود لنقص القطيع نتيجة التهريب والنهب الذي طال القطيع مما جعل الكثير من الفلاحين يحجمون عن هذا النشاط خوفا من النهب والسرقة. وقد أكدوا أن هذا الارتفاع يلاحظ بامتياز في فترات عيد الاضحى وكذلك عند الجزار.
القصابون يستغيثون
عدد من القصابين أكدوا بدورهم للشروق أن ثمن شراء الأغنام مرتفع جدا حيث أن كلفة الكيلوغرام بين الشراء والنقل يصل إلى أكثر من 15 دينارا فبكم سيبيعه الجزار الذي أصبح حيز الربح عندة ضئيلا وقد كان لهذا الارتفاع انعكاس على النشاط حيث نفر المستهلك من الشراء وتراجعت قيمة المبيعات اليومية جراء ارتفاع تسعيرة الكيلوغرام الذي يتراوح بين 17د و18د وهو سعر لا يتماشى في الحقيقة والطاقة الشرائية للمواطن.
البعض من الجزارين أوضحوا بكثير من الاستغراب أن ثمن النعجة تراوح بين 600د و1000د في المدة الأخيرة فكيف للمواطن العادي كما للجزار أن يشتري وبكم سيبيعها ؟
ما يشهده سوق المواشي بالجهة من ارتفاع جنوني لأسعار البيع يبعث على الغرابة ويطرح أكثر من سؤال لعل في مقدمتها هل وقعت مراعاة الطاقة الشرائية للمواطن ؟ وهل من تدخل يعيد لهذه التجارة والنشاط رشده ؟