التهريب وغلاء الأعلاف والسرقة جعل أسعار اللحوم تصل إلى 20د أثناء البيع. هذا الوضع جعل القصابين يضطرون إلى ذبح الأنثى وفى هذا تهديد للثروة الحيوانية من الأغنام، لذلك فالمطلوب على حد قولهم هو تأمين الثروة الحيوانية قبل فوات الأوان. «الشروق» تنقلت الى السوق البلدي فكان النقل الحالي:
السيد شكري التابعي (قصاب) تحدث على النقص الكبير في عدد رؤوس خرفان اللحم قائلا: منذ الثورة وعدد الخرفان المخصصة للذبح في تناقص نظرا لعديد الاعتبارات منها السرقات التي تعرض لها عديد الفلاحين وكذلك التهريب نحو الدول المجاورة. كما تناول محدثنا مسألة غلاء الأعلاف الأمر الذي جعل سعر شراء الخروف في السوق يتجاوز 18دينارا للكيلوغرام الواحد. فإذا أضيف له هامش الربح يصل ثمن البيع للعموم إلى 20د وهو ثمن لا يقدر عليه اغلبية المواطنين. وطالب الأطراف المعنية بضرورة التدخل لتعديل السوق لتحقيق الموازنة بين العرض والطلب ودعا الى التشجيع على الزراعات العلفية وأوضح أن الجزار أصبح مضطرا إلى ذبح الأنثى وبهذا السلوك يهدد
الثروة الحيوانية للأغنام
وأشار السيد عبد الرؤوف السلطاني (قصاب) إلى التراجع الكبير الحاصل في كمية لحم الخرفان بسبب التهريب نحو ليبيا والجزائر منذ الثورة. من جهته قال السيد رشاد بن يونس (قصاب): إن الطلب فاق العرض بكثير وهذا النقص هو الذي تسبب في ارتفاع سعر الخروف وقد لاحظت في سوق الدواب « بالقصور» تواجد تجار غرباء عن الولاية قادمين من الجنوب يشترون المواشي بأسعار مرتفعة بغية ترويجها بالقطر الليبي. وفي جانب آخر أثار محدثنا مسألة عزوف الفلاحين عن تربية الماشية بسبب تعدد السرقات وغياب الأمن بالأرياف.
اما السيد «الحبيب العياري» فقد تحدث على النقص في الإقبال على شراء اللحوم بسبب الارتفاع المشط لسعر البيع مقارنة بالدخل المحدود لمعظم الزبائن مضيفا: نحن القصابون نشتري الخرفان من المزودين وهم بدورهم أصبحوا غير قادرين على شرائها من الفلاح نظرا لارتفاع الكلفة.وهو ما جعل عديد دكاكين بيع اللحم تغلق أبوابها وأضاف قائلا: أنا الآن في حيرة من أمري عن مصيري ومصير عائلتي.
في السياق ذاته أثار السيد «عبد الحميد الهناوي» بصفته مزود للحوم حمراء بالجملة قائلا: إن الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع المأساوي هو ارتفاع سعر الأعلاف ففي ظرف وجيز انتقل سعر قنطار العلف المركز من 37دينار إلى 62 دينار, وحتى عملية دعم الأسعار لم تحل المشكل. نظرا لبيع الأعلاف بالسوق السوداء مما جعل مراكز بيع الأعلاف تبيع القنطار أحيانا ب 40د والحال أن سعر البيع المحدد هو 34.5 دينار. مما جعل الفلاح مجبرا على بيع خرفانه في الربيع حتى يتجنب كلفة التسمين وهذا الوضع ولد فقدان النوعية الجيدة من الخرفان.