آه لو نسمع يوما في الغرب أو في الهند أو في الصين أو في أي مكان من الدنيا بجهابذة العلوم والتطبيب من أصحاب المخابر والتجارب توصلوا بعد بحوث ودراسات وتجارب أو عن طريق الصدفة الى اكتشاف لتلقيح ناجح فعّال لا ضد السرطان ولا ضد الجلطات الدماغية ولا ضد النوبات القلبية، ولا ضد فقدان المناعة ولا الذاكرة ولا ضد بوصفير، ولا ضد ضغط الدم، ولا للروماتيزم ولا ضد الشلل أو بوصفير وإنما ضد فيروس بات يهددنا بكل هذه الأمراض مجتمعة دفعة واحدة، فترى المصاب به يحمل أعراض الجلطة الدماغية والنوبة القلبية، والروماتيزم، والشلل وفقدان المناعة والذاكرة والسكري. آه لو تم هذا الاكتشاف لكان اكتشاف التاريخ بألفياته الثلاث جوبوا الأسواق وتمعنوا في الأجساد الهائمة على «المزفت» سترون أن كل من دخلها سالما خرج منها بجلطة في الدماغ ونوبة في القلب وصلابة في المفاصل وشلل في الحركة وفقدان للمناعة وخلل في الذاكرة سترون أن جميعنا نحمل هذه الأعراض في أي غرض من الأغراض أما رأيتم كيف يفقد المرء القدرة على الصمود كلما تطاول على «نصبة» ثابتة أو متحركة، أو غازل شيئا في متجر أو في مجزرة أو حتى في دكان «حمّاص» من جراء «الحمصة».
لا حاجة لنا باحصائيات وزارة الصحة، ولا المعهد الوطني للاحصاء لتحديد عدد المصابين بهذا الفيروس النائب عن كل الفيروسات فكل أسواقنا تعج يوميا بمليونية المصابين به.
آه لو يحصل هذا الاكتشاف، أقسم لكم أنني سأبيع ما استطعت من أعضائي البشرية شطرا من الكبد أو من الرئة أم كلوة لاشتريه آه لو يتم هذا الاكتشاف لا يهمنا ان استوردت منه الحكومة أم لا المهم أن لنا من الاعضاء القابلة للتصدير ما هو كفيل بتوريده للحساب الخاص.
باختصار، آه لو يحصل اكتشاف التلقيح المضاد لفيروس حمّى الأسعار. ولكن «زعمة يجيبوه».