احتضنت معتمدية بوحجلة (القيروان) «الايام المسرحية». فكانت تظاهرة متميزة على صعيد التنظيم والقيمة الفنية للعروض. ورغم ضعف الامكانيات، فانها استطاعت ان تنافس التظاهرات الدولية. التظاهرة في دورتها الثانية احتضنتها قاعة العروض بدار الثقافة ببوحجلة من تنظيم بسمة الرمضاني مديرة الدورة ويوسف الصيداوي المدير الفني. تم فيها تسطير برنامج ثري ومتنوع أمام الجمهور ولقيت هذه العروض إقبالا كبيرا من طرف عشاق الفن الرابع.وتم تقديم عديد العروض المسرحية الأولى «جزاء الطمع» واستهدفت فئة الأطفال الذين حضروا فصول المسرحية الى جانب استمتاعهم بعروض فنية وأنغام موسيقية ودمى عملاقة.
والمسرحية الكوميدية «نانا ليلى» لجمعية أنصار المسرح، وهي من اخراج عبد الرزاق جبالله ونص المرحوم الهادي القفزي وتنشيط من افضل المسرحيين كالممثلة دلندة عبدو وعايدة فارح وعادل الشريف ومريم جهفري. والتي عاش الجمهور مع فصولها خلال الفترة المسائية من اليوم الاول.
هذا وكانت مدينة بوحجلة خلال هذه الدورة قبلة لألمع وأبرز نجوم المسرح الذين شاركوا خلال هذه التظاهرة الفنية الثانية من نوعها على الصعيد المحلي وهذا راجع للعمل الناجح للإطار الثقافي ببوحجلة. كما ضم البرنامج عديد الورشات منها ورشة صنع العرائس مع الاستاذ لطفي فريخة والثانية ورشة تكوين مع الاستاذ معز القديري ومشاركات فردية كانت ابرزها للمغروم محمد العماري الذي ابدع في عرضه حسب المتابعين لأنها تجمع بين الطابع السياسي والاجتماعي للواقع الذي يعيشه الشباب.
فداوي في مقهى شعبي
عاشت بوحجلة خلال هذه الأيام المسرحية جوا من التلاقح الفني والثقافي. ابرزها عرض «الفداوي» للفنان بغدادي عون ولكن عرضه كان في مقهى شعبي الذي تبرّع بها السيد عبد اللطيف الهاني كدعم منه للمجال الثقافي بالجهة نظرا لضيق قاعة العروض بدار الثقافة فكان العرض عبارة عن «حكواتي» يقص على الحاضرين ملاحم شعبية مشوقة وكان الناس يستمعون إليه بشغف فكانت سهرة ممتعة للغاية وكما يعرف الفداوي بسرعة البديهة وقوة «الحجة» وتقنيات العرض المسرحي مع توظيف محتوى «الحكايات « لخصوصية المرحلة وطبيعة المجتمع التونسي اليوم مما تفاعل عليها الجمهور خاصة ان المقهى معروفة بروادها المتمثلة في النخبة السياسية والثقافية.
مواهب وطاقات محلية
وبالنسبة لعرض الاختتام كان عرض مسرحية للأطفال من إنتاج نادي أطفال بوحجلة وعرض مسرحية من انتاج دار الثقافة ببوحجلة تحت إشراف المسرحي يوسف الصيداوي وعرض مسرحي «عرك الكراسي» نص وإخراج لسعد عثمان.
هذه المبادرات الإبداعية ساهمت في إثراء المجال المسرحي المحلي الغني بعديد المواهب خاصة بالمشاركات الفردية سعيا من دار الثقافة ببوحجلة الى التأسيس لعلاقة جديدة بين «الركح» والجمهور خاصة منهم الاطفال التواق لمثل هذه العروض الاحترافية كما تم توزيع الجوائز على الفائزين.
وعرفت هذه التظاهرة الثقافية حضور جماهير غفيرة خاصة في صفوف الاطفال والطلبة والكهول حيث ترمي إلى إنعاش الفن الرابع بالجهة التي شهدت خلال السنوات الأخيرة ظهور عدة فرق ومواهب شابة على غرار التلميذ امين عويساوي والشاب محمد العماري وغيرهم.
وشكلت الأيام المسرحية فرصة سانحة لإعادة بعث المسرح الّذي تعرض لصعوبات عديدة للنهوض من جديد بهذا الفن خاصة في ظل غياب المسؤولين ما عدا حضور السيد علي سالم الرمضاني رئيس النيابة الخصوصية.
ورغم نقص التجهيزات والمعدات وغياب لمبيت لإيواء الضيوف، نجحت التظاهرة بفضل تضافر جهود أبناء الجهة خاصة منهم المديرة والمدير الفني والعملة والمنشطين جعلوا هذه الايام ناجحة باتم معنى الكلمة حسب كل المتابعين.
وتحتاج التظاهرات المحلية الى دعم من وزارة الثقافة لانها اثبتت نجاحا فنيا بشكل يرقى الى مستوى التظاهرات الدولية.