مثّل لقاء الاولمبيك والنادي الافريقي لحساب الجولة السابعة ذهابا لبطولة الرابطة المحترفة الأولى فرصة سانحة لرياضيي الجهة لاستعادة ذكريات تعود الى حوالي عشرين سنة لما كان أولاد بومخلوف يشكلون سدّا منيعا أمام أعتى الفرق الراغبة في حصد الألقاب. كثيرا ما تحكّم زملاء ابن ابراهيم والتبرسقي والشابي والعياري في تحديد مصير البطولة او مجرى الأحداث. لهذه الاسباب فقط لا أحد تصوّر النهاية المؤسفة لمباراة الأحد الماضي لما عمّت الفوضى داخل وخارج الملعب رغم ما اتسم به الجوّ العام من احترام بدءا بالمنافس وصولا الى الحضور عامة حيث كان التنظيم محكما الى أبعد الحدود بفضل وقفة المسؤولين وأيضا رجال الأمن المتواجدين بأعداد غفيرة وغير عادية في مثل هذه المناسبات.
من فتح الباب لأحباء الافريقي؟
لئن كان التنظيم محكما الا ان الأوضاع بدأت تتغيّر لما امتلأت المدارج غير المغطاة بأعداد هامة تمكّنت من عبور الباب الرئيسي ويقول السيد خالد الجندوبي مرافق فرع الأكابر: «طبقا للتراتيب المعمول بها هذا الموسم لا يسمح لأحباء الفريق الزائر بالتنقل للتشجيع وإذ تمكّن حوالي 500 محب للافريقي من الدخول الى الملعب بصفة غير شرعية فإني أتساءل من يتحمّل مسؤولية تواجدهم داخل الملعب أهي الهيئة المديرة أم رجال الأمن؟». ويذكر ان هؤلاء الأحباء هم من جهة الكاف.
اعتداءات جسدية أستوجبت زيارة الطبيب
من جهته يقول السيد زياد العياري رئيس لجنة التنظيم «وقع الاعتداء على شخصي من قبل أعوان تابعين لفرقة التدخل لم أكن أعرفهم من قبل عندما كنت أحمي لاعبي الافريقي كما تم الاعتداء على بعض لاعبي الاولمبيك عند عودتهم الى حجرات الملابس وكنت قضيت وقتا طويلا بقسم الاستعجالي بمستشفى الكاف بسبب الاضرار البدنية التي لحقتني وقد أصيبت عديد الاطراف الأخرى».
فشلت محاولة الاتصال برئيس الأولمبيك
لمعرفة الموقف الرسمي للسيد رياض المولهي رئيس الاولمبيك من الأحداث التي تلت هذه المباراة اتصلنا به عبر الهاتف صبيحة أمس وطلبنا مقابلته التي تعذّرت بسبب موانع مهنية حيث طلب منا ارجاء الأمر الى يوم الثلاثاء وأمام اصرارنا قال لنا بالحرف الواحد: «ستعرفون موقفي مساء الاثنين عبر قناة حنبعل فقطعنا المكالمة الهاتفية».
هذا ما قاله رئيس هيئة الاحباء
عندها اتصلنا بالسيد نور الدين البوسعاتي رئيس هيئة أحباء الاولمبيك فكان له التوضيح التالي: «أظن صراحة ان مسؤولية الأحداث التي جرت بالملعب بعد صفارة النهاية مأتاها تصرفات بعض أحباء النادي الافريقي القاطنين بجهة الكاف وهم الذين دخلوا الى الملعب بصفة غير شرعية وكانوا يتنقلون ذهابا وإيابا بين مدارج أحباء الاولمبيك والافريقي دون انقطاع ونستغل هذه الفرصة لنتقدم باعتذاراتنا الى العائلة الرياضية الموسعة للنادي الافريقي الذي تربطنا به علاقة متينة وتاريخية وسبق ان تقمص لاعبو الفريقين أزياء غير أريائهم الاصلية على غرار لطفي الجبالي ومنير الجائز ولطفي المحايصي...
وأشير الى أن جمهور الاولمبيك صفق طويلا للفريقين عند نهاية اللقاء رغم مرارة الهزيمة.
من جهة أخرى نقدّم اعتذاراتنا باسم أهالي الكاف الى الشارع الرياضي التونسي رغم قناعتنا الراسخة بأن أحباء الاولمبيك لا يتحملون اي مسؤولية في هذه الأحداث الموسعة والغريبة عن طبيعة «الكافية».