ماهي اشكالات التعلم بالمرحلة الابتدائية في مجال اللغة العربية؟ وكيف يمكن تجاوزها؟ وماهي الطريقة المثلى لجعل اللغة العربية اكثر سلاسة في الاستعمال من خلال البرامج التعليمية الرسمية؟ هذه من بين الاسئلة التي وقع من خلال ملتقى نظمته وزارة التربية مؤخرا. بمبادرة من إدارة بيداغوجيا و مواصفات المرحلة الابتدائيّة بوزارة التربية التأم مؤخرا بالمركز الوطنيّ لتكوين المكوّنين في التربية بقرطاج الملتقى المتعلّق بموضوع «البرامج الرسميّة وإشكالات التعلّم بالمرحلة الابتدائيّة في مجال اللغة العربيّة»، وهو الأوّل في سلسلة ملتقيات تعتزم وزارة التربية تنظيمها. ويسعى هذا الملتقى إلى التأسيس لبرنامج دراسيّ في مجال اللغة العربيّة بالمرحلة الابتدائيّة يضمن أوفر حظوظ النجاح في تعلّم هذه اللغة تعلّما يتيح لخرّيج المدرسة الابتدائيّة التونسيّة استعمالها بسلاسة ووظيفيّة في وضعيّات تواصل حقيقيّة أو لمواصلة تعلّمه داخل المؤسّسة التربويّة أو خارجها.
وقد شارك في فعاليّات هذا الملتقى ثلّة من متفقّدات المدارس الابتدائيّة ومتفقّديها نيابة عن كافّة إطار التفقّد و ذلك بحساب متفقّدين اثنين عن كلّ جهة. وامتدّت أشغال الملتقى على ثلاث حصص. افتتح الحصّة الأولى السيّد كمال الحجام المدير العامّ للمركز الوطنيّ لتكوين المكوّنين في التربية مثمّنا المبادرة داعيا إلى أن يفضي الملتقى إلى «ضبط إشكاليّة تكون مجال بحث ميدانيّ تكوينيّ يشرف عليه المركز في إطار توجّهه الجديد في تكوين المدرّسين».
أهداف الملتقى
وعقبت الكلمة الافتتاحيّة ثلاث مداخلات تمهيديّة وضّح في أولاها السيّد نصر الدين الدريدي مدير إدارة بيداغوجيا و مواصفات المرحلة الابتدائيّة أهمّ أهداف الملتقى ورهاناته، وعرض السيّد عبد الباسط القاسمي كاهية مدير مواصفات وبرامج المرحلة الابتدائيّة هيكلة الإدارة المذكورة ومشمولاتها مؤكّدا أنّها تعوّل كثيرا على خبرة متفقّدي المدارس الابتدائيّة ليكونوا شركاء لها في تحقيق مشاريعها. أمّا المداخلة الثالثة فقد تساءلت فيها السيّدة نبيهة المرائحي رئيسة مصلحة التدريس، استنادا إلى قراءتها في «نتائج التلاميذ من خلال بعض الدورات التقييميّة الوطنيّة والعالميّة»، عن أثر استقلاليّة الجهات في التعامل مع البرامج الرسميّة في جودة تعلّم اللغة.
الاشكالات المطروحة
تناولت المداخلات العلميّة المتعلّقة بموضوع اللقاء الاشكالات المطروحة من خلال المحاور الثلاثة المقترحة على المشاركين: بنية البرنامج ومضامينه، والكتب المدرسيّة والوسائل التعليميّة، ونظام التقييم.
نظر السيّد سامي الجازي المتفقّد الأوّل للمدارس الابتدائيّة في المحور الأوّل من زوايا ثلاث:
مواطن التغيّر من برامج رسميّة إلى أخرى و أشكاله وخلفيّاته، وجاهة التغييرات الّتي أدخلت على البرامج الرسميّة وحدودها، علاقة البرامج الرسميّة بالكتاب المدرسيّ ودليل المدرّس.
أمّا السيّد فوزي المصباحي متفقّد المدارس الابتدائيّة فقد تناول بالدرس منظومة التّقييم في مجال اللّغة العربيّة حسب البرامج الرّسميّة ووثائق المعلّم، فبيّن تعقّد تقييم المكتسبات اللغويّة خاصّة في بعدها التواصليّ، ووقف على محدوديّة ما سمّاه «شبكات التقييم» في الإحاطة بالظاهرة اللغويّة أو النصّيّة وفي الكشف عن مستوى تطويعها من قبل المتعلّم. وقد كانت هذه المداخلات منطلقا لتفاعلات عدّة أثارت من الأسئلة والإشكاليّات ما يُعَدّ مسالك مثيرة للبحث دافعة للنظر والتقويم. وعلى هذا الأساس انتظم النشاط في كامل الحصّة الثانية من اليوم الأوّل ضمن ثلاث ورشات ضمّت كلّ منها 15 مشاركا لتعميق النظر في المسائل الّتي أثارتها المداخلات الصباحيّة ضمن المحاور الثلاثة المشار إليها آنفا. و قد توّج الملتقى بعرض تقارير الورشات ومناقشتها وتعديلها واستشراف آفاق جديدة للموضوع المطروح.
مقترحات
خلص المشاركون في هذا الملتقى الى جملة من المقترحات تتصل ب: التطوّر في البرامج الرسميّة المتداولة بنية ومضمونا، بالنسبة إلى ما سبقها، من حيث محاولة تطويع تدريس اللغة العربيّة للمقاربة بالكفايات و للمقاربة التواصليّة، الاجتهاد في الاستفادة من المباحث اللسانيّة وفي الحرص على إخضاعها لمقتضيات النقل التعليميّ، توجّه يحاول أن يجعل التقييم سندا للتقييم
غير أنّهم سجّلوا مواطن قصور أو خلل ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند إعداد البرامج الجديدة، وذلك:
بتحديد منزلة اللغة العربيّة في المدرسة التونسيّة بكامل الوضوح. بناء البرامج وفق مقاربة منظوميّة تأخذ في الاعتبار ملامح المتخرّج ومختلف العوامل المتدخّلة في العمليّة التعليميّة التعلّميّة. بتعميق النظر في كيفيّة تفعيل المقاربة التواصليّة في تعليم العربيّة عبر مختلف الأنشطة المكوّنة للمجال بجعل التقييم من جنس التعلّم وثيق الصلة به محتوى وأدوات. بصياغة البرامج في لغة تراعي خصوصيّات الجمهور المستهدف، وتذييلها بمسرد يشرح المصطلحات المفاتيح المبثوثة فيها، وإرفاقها بوثائق توضيحيّة. حضرت الملتقى: أم لؤي