ما تزال معاناة العديد من الأسر بأرياف معتمدية طبرقة من ولاية جندوبة متواصلة على مدار السنة رغم مطالبة الأهالي بتحسين وضعهم الاجتماعي.. هذه المطالب لم نجد آذانا صاغية حتى بعد مرور سنتين على ثورة الكرامة والحرية. رحلتنا الشاقة إلى منطقة الطواجنية(30كلم عن معتمدية طبرقة) من عمادة الناظور كشفت لنا حجم المعاناة التي يتكبدنها النسوة من أجل جرعة ماء يشترك فيها الإنسان والحيوان, فمناطق المقايدية والحساينية والترايعية والحمايدية (400عائلة) وضعها متشابه فعلى ظهور الحمير يتم جلب الماء ولا يعلمون إن كان صالحا للشراب أم لا وهذا ما أكدته لنا السيدة حدة ترعاوي والتي كانت التجاعيد المرسومة على وجهها تختزل معاناتها وقد اعتادت على جلب الماء من العين منذ سنوات وكانت أمنيتها بسيطة أن يقع إحداث حنفية للعموم بكل منطقة إلى جانب مراقبة الماء , وأضافت أن المعاناة تبلغ ذروتها في فصل الصيف عندما تجف الينابيع ,الخالة حدة هي الأخرى تطالب السلطات المحلية والجهوية بوضع حد لمعاناتهم في جلب الماء خاصة وأن الجهة غنية بالثروة المائية وبها المئات من السكان الذين تشبثوا بأراضيهم الفلاحية والخصبة ورفضوا النزوح إلى المدينة.
أما الشاب أحمد محامدي فقد أثار مسألة المسالك الفلاحية الوعرة والتي عزلت السكان رغم قرب الطريق المعبدة في اتجاه طبرقة. أما عبد الكريم علوي فتحدث عن معاناة تلاميذ المدارس الإعدادية والمعاهد ووصولهم إلى مقر سكناهم في حالة يرثى لها جراء الحالة السيئة للمسالك الريفية كما طالب الجهات المعنية باستغلال المستوصف المغلق منذ مدة وتقديم أبسط الخدمات الصحية للمرضى.
في رحلتنا لمنطقة «الطواجنية» توقفنا عند مجمع التنمية بعمادة الناظور وسألنا السيد حسن الطوجاني رئيس هذا المجمع عن دوره في النهوض بالقطاع الفلاحي فأكد لنا أن هيئة المجمع لم تدخر جهدا لبسط مشاغل أبناء الجهة على السلط المحلية وخاصة مشكلة الماء الصالح للشراب لكن لامجيب أما المسائل المتعلقة بالقطاع الفلاحي فإن المجمع يقدم يد المساعدة لأبناء الجهة في حدود إمكانياته ولا يستطيع أن يلبي جل الطلبات. فمتى تتجه الأنظار إلى ماوراء صورة طبرقة السياحية والجميلة؟