وضع وليد البناني القيادي في حركة النهضة وعضو المجلس الوطني التأسيسي نفسه في وضعية حرجة جدّا في أعقاب الحلقة الأخيرة من برنامج الساعة التاسعة على قناة التونسيّة عندما تجاوز حدود المنطقي والمعقول في تخاطبه مع الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس ، الكل يتفهّم العلاقة الحالية بين النهضة ونداء تونس والاتهامات المتبادلة بينهما ولكن مهما بلغت تلك الدرجة من توتّر وتجاذب فإنّ هناك حدودا يجب أن تُحترم في الخطاب المتبادل خاصة عندما يكون مع رجل مسن (تجاوز ال86 سنة) إذ من طبع أخلاقنا العربيّة والإسلاميّة وقيمنا الاجتماعيّة أن نُبادله الاحترام والتقدير وأن لا يتجاوز تعاملنا معه منطق النقد إلى الثلب والتجريح والاستهزاء ، إنّ الأوصاف التي نعت بها البناني قائد السبسي (خرف، مكانه مأوى العجائز) لا يُمكن أن تصدر عن سياسي عاقل ومتّزن بل عبّرت عن شخصية مهزوزة ومتوتّرة ومتشنجة. وما يضع البناني في نزول سياسي حقيقي أنّ زميله من حركة النهضة في نفس الحلقة التلفزيّة (كاتب الدولة للهجرة) خاطب قائد السبسي بلغة إحترام معتبرا إيّاه من كبار الشخصيات الوطنيّة المدعوّة إلى تعقيل الخطاب السياسي وترشيده وعدم الانزياح به إلى الاحتقان والضغائن ، كما قال الجزيري مخاطبا السبسي: «أنت بمثابة والدنا جميعا ونحن أبناؤك».