قررت السلطات الليبية تركيز جهاز امني لحماية السفارات والبعثات الديبلوماسية تحت مسمى «جهاز الامن الديبلوماسي» وذلك في وقت شهدت فيه بنغازي مظاهرات حاشدة ضد الميليشيات المسلحة. ويتولى الجهاز الأمني الجديد مهام حماية البعثات الدبلوماسية والسفارات والقنصليّات المتواجدة في ليبيا. وذكرت مصادر سياسية ودبلوماسية أن هذا القرار جاء عقب الانتقادات الواسعة التي وجهت للحكومة الليبية السابقة على خلفية مقتل السفير الأمريكي مع ثلاثة من مرافقيه في حادث اقتحام القنصلية الأمريكية ببنغازي شرق ليبيا في 11 سبتمبر الماضي. وكانت الخارجية الأمريكية في وقت سابق من الأسبوع الماضي قد قالت في تقريرها أن قوات الأمن الليبية سيئة التدريب والانضباط معربة عن قلقها من وجود تهديدات أمنية متزايدة على موظفي البعثات الدبلوماسية في ليبيا. وجدير بالذكر أن اجتماعا موسعا عقد مؤخرا في طرابلس ضم وزير الداخلية ووزير الدفاع محمد البرغثى ورئيس المخابرات سالم الحاسى لدراسة الوضع الأمني في ليبيا حاليا خاصة في مدينة بنغازي.
وقال المصادر إن المشاركين في الاجتماع توصلوا إلى رؤية كاملة حول الإصلاح الأمني في ليبيا من أجل تقديمها إلى المؤتمر الوطني «البرلمان الليبي» لمناقشتها وإقرارها وكانت الولاياتالمتحدة قد قامت بإجلاء جميع موظفيها الدبلوماسيين من قنصليتها ببنغازي عقب اقتحامها وتقليص عدد الموظفين في سفارتها بالعاصمة طرابلس
على صعيد اخر خرج حوالى ألفي شخص في بنغازي شرق ليبيا في تظاهرة للمطالبة بحل الميليشيات المسلحة ودمج المتمردين السابقين الذين قاتلوا في 2011 نظام معمر القذافي في صفوف القوات الأمنية. وقال المتظاهر بلال، وهو طالب في كلية الحقوق لوكالة الانباء الفرنسية: «نطالب بحل كل الميليشيات وإدخال عناصرها في قوات الجيش والشرطة بعد درس كل حالة على حدة». وأضاف: «نطالب برحيل المجرمين المقربين من القذافي. نريد أن ننهي الخلاف بين الجيش والميليشيات».
ويطالب قادة التمرد ومقاتلوه السابقون الذين رفضوا الانضمام الى الأجهزة الأمنية للدولة بتطهير هذه المؤسسات من قادة النظام السابق. وبعد صلاة الجمعة، امس الاول توجه مئات المتظاهرين إلى ساحة تيبستي في بنغازي .. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «نريد جيشا موحدا» و»لا نريد قتلة بعد الآن».
وحلقت مروحيات وطائرات مقاتلة فوق التظاهرة التي كان شعارها «بنغازي لن تموت»، وذلك بعد أسبوع على نشر الجيش قواته لفرض الأمن في المدينة. وبدأت الانتفاضة ضد القذافي العام الماضي في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا ولكنها تعد الآن نقطة ساخنة للعنف مع سهولة الحصول على أسلحة فيها ومواجهة قوات الأمن الحكومية التي تجد صعوبة في بسط سلطتها.
وشهدت بنغازي، انفجارات عدة وسلسلة اغتيالات في الأشهر الأخيرة كان أبرزها الهجوم على القنصلية الأمريكية الذي أسفر عن مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير كريس ستيفنز.