احتفاء بالذكرى الثانية للثورة التونسية الخالدة وبدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وتحت اشراف المندوبية الجهوية للثقافة بتونس ها هي اليوم مجموعة «المرحلة» للأغنية الملتزمة تحيي حفلا فنيا ساهرا على ركح المسرح البلدي بالعاصمة والذي كان يعج بجماهير وبمحبي الأغنية البديلة. جاء عشاق المرحلة من كل حدب وصوب هدفهم الأساسي من وراء ذلك الاستمتاع بروائع المرحلة. كان ذلك يوم الخميس الموافق للعشرين من ديسمبر 2012 وذات ليلة شتاء قارس حيث أطربتنا المرحلة بعدة أغان أنشدت فيها للحرية وللكرامة. لقد تخلل الحفل مداخلات للفنان والمسرحي بلقاسم البريكي أوما أطلق عليه باسم «بريكيليكس». لم يقتصر الحفل على التنوّع والثراء بل كان فعلا مميّزا حيث تفاعل معه الجمهور فصفق له طويلا طويلا..
تواصل الحفل طيلة ساعتين وأربعين دقيقة استهلت فيه «المرحلة» بأغنية عودة النوارس من كلمات أبي شادي وألحان نزار الوحيشي ثم أغنية ارحل فكانت الكلمات لأحمد دحبور والألحان لنزار الوحيشي كذلك أما الأغنية الثالثة فكانت بعنوان «بلا رجوع» حيث غصّت القاعة بالجمهور وبعشاق المرحلة الذين تفاعلوا معها فحتى الأطفال لم يغيبوا عن المسرح وعن مشاركة عناصر المرحلة شاركوهم فرحتهم ونخوتهم بالثورة.
اثر ذلك جاء دور المسرحي والفنان بلقاسم البريكي «بريكيليكس» الذي قدم انتاجا مميّزا بنقده اللاذع تارة للمجلس الوطني التأسيسي وتارة أخرى للحكومة وللأحزاب وللمعارضة فقد عرف بلقاسم البريكي بأسلوبه الثري والمتنوّع في الفكاهة والتسلية وفي تبليغه المعلومة وقد تفاعل معه الجمهور وانتشى طالبا منه بإلحاح شديد المزيد والمزيد..
إن الشعر كان حاضرا فها هو الأستاذ والشاعر المعروف والملتزم والمتميّز بدون مبالغة البحري العرفاوي يصعد على ركح المسرح البلدي ويتحفنا بروائع من شعر الحرية والكرامة فألقى عدة قصائد نذكر منها بالخصوص تأسيسي وقصيدة تونس وخيرتك فاختاري المعارضة لقصيدة نزار قباني.
وللتذكير فإن المرحلة تأسست سنة 1988 وقد غيبتها الدكتاتورية سنة 1990 وبفضل ثورة الحرية والكرامة عادت مجموعة المرحلة الى فضائها الطبيعي وكان ذلك في أفريل سنة 2011 فكانت عودة نافذة وقوية. غنت فيها الى وجدان التونسيين وإلى قلوبهم ولا الى أحرار تونس فقط بل كذلك الى أرجاء العالم العربي.