تحصلت عائلة الشاذلي الشيحي بعد عصر امس على ترخيص دفن زوجته التي راحت ضحية الاشتباكات المسلحة التي دارت بينه وبين اعوان أمن وهو ما جعلهم يؤجلون دفنها الى صباح اليوم. بعد ساعات من الانتظار المخيف في حي خالد بن الوليد من قبل المتساكنين وحتى الأمنيين لساعة دفن القتيلة تقرر في حدود الساعة الخامسة من مساء امس تأجيله الى صباح اليوم بعد تعطل الحصول على ترخيص بالدفن وفي الاثناء حاولت «الشروق» التأكد من تفاصيل الحادثة من أهل الضحية.
توافدت منذ صباح يوم امس أعداد من أقارب القتيلة وزوجها ومن السلفيين من الاحياء المجاورة على منزلهم في حي خالد بن الوليد بدوار هيشر وخاصة مع اقتراب صلاة العصر الوقت الذي كان مقررا للدفن لكن مر الوقت وطال الانتظار دون أن يتحصل اهلها على الترخيص.
انتظار وتفاصيل
تفرق الاهل والاصدقاء والانصار بين المحكمة الابتدائية والمستشفى بعضهم ينتظر الترخيص وآخرون ينتظرون تسلم الجثة، وفي مراكز الأمن لم تكن حال العناصر الامنية افضل فقد طال انتظارهم وانهكهم الوقوف والترقب فهم ايضا لا يعلمون أسباب التأخير على حد قول بعضهم.
وفي مقاهي دوار هيشر كانت حادثة مقتل المرأة واعتقال الآخرين المحور الرئيسي لأحاديث المواطنين الذين حاولوا التعرف على أكثر ما أمكن من التفاصيل ونحن أيضا حاولنا ذلك لكن بالبحث عن شهود عيان وعن اقارب الضحية وبالفعل عثرنا على احد ابناء عم الشاذلي زوج الضحية الذي روى لنا تفاصيل الحادثة بالطبع من وجهة نظر الاهل.
قال محدثنا «ان العملية انطلقت بإيقاف سيارة في حي التحرير يوم السبت كان على متنها المطلوبون الثلاثة الذين اعلنت عن ايقافهم وزارة الداخلية وهؤلاء هم من كشف الاجتماع الذي كان من المقرر عقده في منزل الشاذلي حيث توجهت عناصر من الفرق المختصة وقد اعترضهم الاخير فتبعوه الى منزله ولم يكن يعلم انهم من الوحدات الخاصة فأعلم زميليه وضيفهم الباكستاني الذين كانوا بانتظاره في المنزل المجاور لمنزله.
وبمجرد دخوله الى منزله أخذ الشاذلي الكلاشنكوف وصعد الى سطح منزله حيث كان يفكر في اخافة الاعوان والانتقال الى المنزل المجاور حيث ينتظره زملاؤه لكن العناصر الامنية ردت على رصاصه بالرصاص في الاثناء لحقت به زوجته لإقناعه بأن يسلم نفسه لكن لم تكد تبلغه حتى أصيبت ولفظت انفاسها على الفور فيما أصيب هو في ساقه.
وفي نفس الوقت خرج صديقاه «أحمد» و الباكستاني من المنزل المجاور في محاولة للهرب لكن أصيب كلاهما الاول في ساقه والثاني في ظهره ثم اصيب «علي» فيما تم اعتقال زوجته.
«علي» لم يمت
وكما قلنا سابقا فإن هاته المعطيات هي رواية اهالي الضحية بينما نفى الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد طروش ان تكون لديه اي معلومات جديدة يضيفها إلى البيان الذي اصدرته الوزارة امس الاول كما نفى الخبر الذي أشيع امس بأن «علي» (لم يسمه) قد توفي وعرفنا انه يقصد «علي» لأنه الوحيد في حالة خطيرة بعد الحادث.
وفي حدود الساعة الرابعة والنصف من مساء امس بدأت العائلة تفكر في تأجيل الدفن، وليس ببعيد عن منزل الهالكة ثلاث سيارات لقوات مكافحة الارهاب تقوم بمداهمة منزل يقطنه عمال بناء تجمع عدد من ابناء الحي متسائلين عن سبب العملية التي علموا بعد مغادرة العناصر الأمنية انها كانت عملية تفتيش عادية بسبب وجود معلومات عن تواجد مفتش عنهم بالمنزل لكنهم لم يعتقلوا أحدا. وفي النهاية تقرر ان يتم دفن الهالكة صباح اليوم وينتظر ان تكون هناك تعزيزات امنية كبيرة قياسا بما شاهدناه يوم امس كما ينتظر ان يكون هناك تواجد كبير للسلفيين.