في دليل جديد على حجم التورط التركي في الأزمة السورية أكدت مصادر إعلامية سورية مستقلة أن الجيش ألقى القبض على 4 ضباط طيارين أتراك في ريف حلب كانوا يستعدون للاستيلاء على الطائرات العسكرية وبالتالي تكرار نموذج بنغازي ليبيا في سوريا. أفادت صحيفة «الوطن» السورية في عددها الصادر أمس أن وحدات من الجيش العربي السوري ألقت القبض على 4 ضباط اتراك في ريف حلب.
محاولة تسلل
وأوضحت الصحيفة ان عناصر حماية مطار «كويرس» العسكري تمكنت من القبض على 4 ضباط طيارين أتراك أثناء محاولتهم التسلل إلى المطار برفقة مجموعة مسلحة.
وأشارت الى أن هذه الحادثة تثبت التورط التركي في الاحداث الجارية بالبلاد. بدورها أكدت قناة الميادين الفضائية أن الضباط الأتراك كانوا عازمين على الاستيلاء على الطائرات العسكرية المقاتلة في مطار كويرس العسكري ومن ثمة تزويد الميليشيات المسلحة بها . ويرى مراقبون أن إقحام الضباط الأتراك في هذه المشهدية العسكرية وراءه سعي تركي محموم لإسناد الميليشيات المسلحة بغطاء جوي وبالتالي فرض حظر جوي على الشمال السوري برمته على غرار بنغازي.
في هذه الأثناء , أشارت مصادر إعلامية ميدانية إلى أن الجيش السوري واصل تصديه للمسلحين، موقعاً خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، حيث قُدّر عدد القتلى في مدينة «السفيرة» القريبة من دمشق ب 100 مسلح معظمهم محسوبين على «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة.
وشن سلاح الجو غارة على تجمع كبير للمسلحين داخل مبنى مديرية المالية في مدينة السفيرة ما أدى إلى مقتل 100 مسلح معظمهم من «جبهة النصرة». وبحسب معلومات «الوطن» فقد بات مطار دمشق الدولي آمنا مائة بالمائة. كما دكت وحدات من الجيش مراكز تجمع المسلحين في حي التضامن جنوبدمشق وبلدتي يلدا وببيلا وحي الحجر الأسود بريف دمشق، موقعة العديد من الخسائر فيما لا تزال المعارك متواصلة بين المجموعات المسلحة واللجان الشعبية الفلسطينية في مخيم اليرموك.
وبالتزامن مع الحسم العسكري , اكدت دمشق أمس الاثنين تجاوبها التام مع «أية مبادرة إقليمية او دولية» لحل الازمة بالحوار، وذلك غداة اعلان الموفد الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي عن وجود مقترح للحل قد يحظى بموافقة الجميع.
واعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في خطاب القاه في مجلس الشعب السوري أمس الاثنين ان الحكومة تعمل «على دعم مشروع المصالحة الوطنية وتتجاوب مع اية مبادرة اقليمية او دولية من شأنها حل الازمة الراهنة بالحوار والطرق السلمية ومنع التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية واعتبار ما يجري في سوريا شأنا سوريا يحله السوريون بأنفسهم دون ضغوط أو إملاءات خارجية».
وأكد ان بلاده تمضي نحو «اللحظة التاريخية التي تعلن انتصارها على اعدائها لترسم معالم سوريا المنشودة ولتعيد بناء نظام عالمي جديد يعزز مفهوم السيادة الوطنية وتعزز مفهوم القانون الدولي». وكان الابراهيمي اعلن من القاهرة الاحد بعد محادثات اجراها في موسكو وقبلها في دمشق، ان لديه «مقترحا للحل (...) يمكن ان يتبناه المجتمع الدولي»، موضحا ان هذا المقترح يستند الى اعلان جينيف الصادر في جوان 2012. ويتضمن الاقتراح، بحسب قوله، «وقف اطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي الى انتخابات اما رئاسية او برلمانية».