هز تفجير ضخم امس دمشق مستهدفا قيادة اركان الجيش السوري قرب الفندق الذي يقيم فيه مراقبو الاممالمتحدة في دمشق في وقت اكدت فيه تقارير متطابقة تسلل الاف المقاتلين الجهاديين الى سوريا لتدريب المعارضة السورية على القتال. واعلن التلفزيون السوري في شريط اخباري وقوع «انفجار ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بصهريج مازوت خلف فندق داما روز في دمشق»، مضيفا ان «الانباء تشير الى ثلاثة جرحى».
واوضح في وقت لاحق ان «الانفجار وقع بالقرب من مرآب هيئة الاركان العامة». واكد ان ايا من اعضاء وفد الاممالمتحدة لم يصب بأذى.
«عصابات» الحر تتبنى
واعلن ما يسمى «الجيش السوري الحر» الذي يضم عسكريين منشقين عن الجيش السوري ومدنيين مسلحين، مسؤوليته عن التفجير مؤكدا انه استهدف مقر الاركان العامة في دمشق..
وقال مسؤول مكتب التنسيق والارتباط التابع للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الرائد ماهر النعيمي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان «الجيش (السوري الحر) نفذ هذه العملية التي استهدفت اجتماعا عسكريا في مقر الاركان العامة».
واوضح ان العملية تتضمن «تفجيرين واحد داخل المقر والثاني خارجه»، مشيرا الى «تواجد ما لا يقل عن 150 شخصا بينهم عشرة ضباط مسؤولين عن قمع التظاهرات.حسب زعمه.».
وذكرت صحافية من وكالة الانباء الفرنسية ان سيارات اسعاف توجهت الى مكان الانفجار حيث ضربت قوات الامن طوقا امنيا. وزار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مقر بعثة المراقبين وعقد اجتماعا معهم، مؤكدا في تصريح بوجود بعض الاعلاميين من بينهم مراسلة فرانس برس ان جميع اعضاء البعثة بخير.
وقال «شهدنا اليوم محاولة اخرى من هذه المجموعات الارهابية المسلحة من اجل احداث دمار كبير وايقاع عدد كبير من القتلى في مكان معروف جيدا (اشارة الى مقر المراقبين) وعن سابق تصور وتصميم».
واضاف محذرا «تمكن الارهاب من استهداف مراقبي الاممالمتحدة، يعني انه يمكن ان يضرب في اي مكان». وفي مناطق اخرى من العاصمة، شنت القوات الحكومية عمليات في عدد من الاحياء التي ما زالت فيها جيوب للمعارضين. وقد واصلت القوات السورية ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة في حلب وريفها وكبدتها خسائر فادحة... ودمرت سبع سيارات مزودة برشاشات دوشكا بمن فيها من الإرهابيين كانت قادمة من منطقة الباب إلى حلب. كما ألقت الجهات المختصة القبض على عشرات المسلحين بحلب. من جهة أخرى اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة الطبيب مأمون الزعبي معاون مدير الصحة في درعا خلال مغادرته عمله.
مقاتلون جهاديون عرب على الخط
في غضون ذلك، أبلغ مقاتل ايرلندي من أصل ليبي وكالة رويترز أن مقاتلين متمرسين شاركوا في الحرب الاهلية التي شهدتها ليبيا العام الماضي جاؤوا إلى الجبهة السورية ليدربوا وينظموا مقاتلي المعارضة السورية وسط ظروف اشد قسوة بكثير من المعركة التي دارت في ليبيا. وقد ولد المقاتل حسام النجار لأب ليبي وأم ايرلندية واشتهر باسم سام... وهو قناص محترف كان من أفراد وحدة المعارضة الليبية التي اقتحمت مجمع القذافي في طرابلس قبل عام بقيادة مهدي الحراتي وهو قائد ميليشيا قوي من منطقة الجبل الغربي في ليبيا.
ويقود الحراتي الآن وحدة في سورية غالبيتها من السوريين لكنها تضم أيضا بعض المقاتلين الأجانب من بينهم 20 من كبار أعضاء وحدته الليبية، وقال النجار «إن الحراتي طلب منه المجيء من دبلن والانضمام إليه منذ بضعة أشهر».
وذكر النجار «أن من بين الليبيين الذين يقدمون العون لمقاتلي المعارضة السورية خبراء في الاتصالات والإمدادات اللوجستية والقضايا الانسانية والاسلحة الثقيلة وانهم يشرفون على قواعد تدريب توفر تدريبات لياقة وتكتيكات قتالية». وقال النجار «انه دهش من قلة تسلح وتنظيم مقاتلي المعارضة السورية».
وخلال خمسة أشهر منذ وصوله إلى سوريا أصبحت ترسانة مقاتلي المعارضة «أقوى خمس مرات عن ذي قبل»، وحصل المقاتلون وفقا ل «رويترز» على مدافع أكبر مضادة للطائرات وبنادق للقنص.
وذكر النجار انه على الرغم من أن الكثير من وحدات المعارضة تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر فإن قادتها قادة محليون يفتقرون إلى التنسيق فيما بينهم. ودأبت الحكومة السورية على الإشارة إلى مقاتلي المعارضة باسم «الميليشيات الخليجية التركية» متهمة دول الخليج وتركيا بتسليحهم وتمويلهم وقيادتهم. وتعرف الوحدة التي يقودها الحراتي قائد الميليشيا الليبي بلواء الأمة.
وقال النجار إن آلافا من المقاتلين في العالم العربي يتجمعون في دول الجوار استعدادا للذهاب الى سوريا. وأضاف «أن الحراتي يحجم عن تجنيدهم خوفا من أن يضر الربط بين الإسلاميين الأجانب وتنظيم القاعدة بقضيته لكنه صرح بأن كثيرين من الأجانب وصلوا إلى سوريا من تلقاء أنفسهم».
وفي صفحة لواء الامة على فيسبوك تظهر صورة للنجار وهو يصوب بندقيته نحو منطقة مفتوحة. كما تظهر صورة أخرى له مع الحراتي ومقاتلي المعارضة. وفي فيلم بث على يوتيوب ظهر الحراتي وهو يقود هجوما على نقطة تفتيش في معرة النعمان بسوريا.
في سياق متصل كشف محامي الجماعات الإسلامية والناطق الرسمي باسم المعتقلين السياسيين في الأردن موسى العبداللات، عن اعتقال الأجهزة الأمنية مؤخرا 11 أردنيا وعربياً ينتمون إلى التيار الجهادي السلفي خلال محاولتهم السفر إلى سوريا.
وقال العبداللات لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال» إن «الأجهزة الأمنية الأردنية ألقت القبض مؤخرا على 11 أردنياً وعربياً ينتمون للتيار الجهادي السلفي أثناء محاولتهم السفر إلى سورية للإنضمام لمن وصفهم ب «المجاهدين والجيش السوري الحر».
وكشف محامي الجماعات الإسلامية في الأردن أن «الأجهزة الأمنية أعتقلت مؤخرا مجموعة كانت تستعد للسفر إلى سورية للإنضمام للجيش السوري الحر من بينهم زهير جمال حمدان وحسن ضيف الدين حسن (طبيب) وحسين أبو الشباب».