أربك البيان الأمريكي الذي حذّر رعاياه من زيارة تونس حجوزات الكثير نحو بلادنا... لكن النزل التونسية امتلأت بفضل الإقبال غير المنتظر من التونسيين والجاليات المغاربية. وإن كان الشطر الثاني من المعادلة سارّا لسياحتنا فان الشطر الاول يطرح عديد الاسئلة. يبدو أن أحداث العنف والمظاهرات ووجود أسلحة حجزتها السلطات الامنية قد نقلت صورة غير مطمئنة الى الخارج. وقامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بنشر بلاغ نشرته يوم 28 ديسمبر بصفحتها الرسمية على الفايسبوك بتحذير رعاياها الموجودين بتونس من مغبة الاقتراب والاندماج في التجمعات مهما كان نوعها.
وأكد البلاغ الأمريكي على وجوب الحذر على كامل التراب التونسي لاسيما في المناطق الحسّاسة والحدودية مع الجزائر. كما دعا البيان المتوجهين نحو تونس بضرورة مراجعة المعلومات الأمنية.
بين التراجع والإقبال
من المعادلات الغريبة التي حدثت في رأس السنة هو وجود تراجع في الحجوزات الأجنبية لقضاء عطلة رأس العام والاحتفال بسنة جديدة من تونس، لكن وفي الآن ذاته كانت المفاجأة السارة وغير المتوقعة هي الاقبال الكثيف من التونسيين وبعض الجاليات المغاربية على الحجوزات بالنزل التونسية وهو ما جعل أغلب النزل تعلن امتلاءها. هذا ما أكده لنا السيد الحبيب رجب الكاتب العام لجامعة الصناعات الغذائية والسياحة والتجارة والصناعات التقليدية. وأضاف ان السياحة الداخلية قامت بتغطية النقص الذي كان متواجدا . ووصف الاقبال بغير المتوقع والذي لم يحدث أبدا.
وقال إن بيان السفارة الأمريكية قد أربك الحجوزات الأجنبية لا التونسية وأن الإقبال كثيف من التونسيين والليبيين والجاليات المغاربية.
غلاء الأسعار
أشار محدثنا الى أن إقبال التونسيين لا يعني وجود تخفيضات كبرى فأسعار الحجوزات على عطلة رأس السنة تعتبر مرتفعة ورغم ذلك فأغلب النزل مكتملة النصاب الى غاية يوم الثلاثاء.
وأضاف من جهة ثانية ان السياحة الداخلية قد «تحركت» خلال شهر ديسمبر وحتى في توزر التي كان البعض يعتبرها كارثية. ويوجد إقبال كبير على كل المناطق السياحية وخاصة جربة والحمامات والمنستير ومناطق بالشمال الغربي خلال الأسابيع الأخيرة. ولعل عطلة الشتاء قد ساهمت في هذه الانتعاشة.
ورغم انتعاشة منطقة الحمامات الجنوبية الا ان الإقبال عليها أقل من المستوى العادي بسبب امتدادها على مساحة كبيرة إضافة الى اعتماد بعض النزل على الحجوزات الخارجية.
وأشار السيد الحبيب رجب الى تراجع الحجوزات الخاصة بوكالات الأسفار الأجنبية بنسبة 40٪ وهي تهم بصفة خاصة الجنسيات الأمريكية والفرنسية والأنقليزية والبلجيكية والألمانية التي تأثرت ببيان الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وتحدث مصدرنا الخبير عن تأثر الحكومات الأجنبية في مواقفها بالاحداث الأخيرة في بلادنا. وأضاف بأن مسألة الحديث عن وجود سلاح يزعج الأجانب وهو ما جعل الولاياتالمتحدة تتحدث عن ضرورة الابتعاد عن التجمعات وقال إن مخابرات الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الأقوى عالميا وهو ما يجعل وقع بيانها على السياح والدول الأخرى كبيرا.