عندما يخطئ الإنسان وجب عليه أن يتحمل نتيجة خطئه ويرضى بجزائه دون اعتراض لكن أشد ما يؤلم الإنسان أن يعيش مظلمة ويتحمل نتيجتها بمرارة وقسوة وتوصد أمامه الأبواب فلا يجد من يؤازره في محنته. الشاب صالح الماطوسي، شاب تجاوز العشرين وهو وحيد والديه وضعه الاجتماعي السيئ كان دافعا قويا في أن يثابر ويجتهد في دراسته ويحصل على شهادة الباكالوريا ويزاول تعليمه الجامعي المرحلة الأولى في ولاية جندوبة لكن لم تكتمل فرحته بالنجاح لأن عائلته لم تقدر على مصاريف الدراسة والكراء فاضطر إلى الانقطاع عن الدراسة مبكرا ومكرها.
لكن هذا المشكل لم يكن أشد قسوة عليه من المظلمة التي تعرض لها وهو في ريعان شبابه. هذا الشاب تم إيقافه منذ سنة 2010 على وجه الخطإ في قضية نزاع طرفين على قطعة أرض وصل إلى حد الشجار والضرب ونظرا لتطابق وتشابه اسم الشاب المظلوم وأحد طرفي النزاع فإن الشاب تحمل هذه المظلمة وتولى خلاص مبلغ خطية محكوم بها في القضية تقدر ب136.252 دينارا وتم إطلاق سراحه بعد تبرئته في القضية، لكن هذا الشاب كلما أراد المشاركة في المناظرات للحصول على العمل وتحسين وضعه الاجتماعي بعد انقطاعه عن الدراسة يتم رفضه بسبب سوء «سيرته وسلوكه» ورغم تبرئته من التهمة قانونيا فإنها مازالت تلاحقه وقد قدم هذا الشاب العديد من المطالب لجميع المسؤولين لمحاولة تبرئته لكن دون جدوى.
لذلك فهو يطالب المسؤولين بالتدخل ورفع هذه المظلمة وتنقية سجله من مخلفات هذا الخطأ حتى يستطيع المشاركة في المناظرات فهل يستطيع صالح المطوسي استرجاع حقه في العيش الكريم وبكرامة؟ وهل يتدخل المسؤولون لرفع هذه المظلمة عنه؟