تتواصل فعاليات معرض باجة للكتاب بفضاء دار العروض الثقافية « الكنيسية» حيث تتخلله لقاءات وأمسيات ثقافية فكرية وأخرى أدبية من ذلك امضاء كتاب « في بيتنا قناص» للكاتب والاعلامي التونسي مراد البجاوي انعقدت مؤخرا بفضاء المعرض وبالتوازي معه. وتأتي هذه الأمسية في اطار فعاليات المعرض وتحت اشراف المندوبية الجهوية للثقافة حيث أشرف السيد منير الفلاح المندوب الجهوي على هذه الأمسية وساهم في اثراء النقاش الذي تناول موضوع الكتاب « في بيتنا قناص» الى جانب تقديم قراءات أخرى حول أسباب تأزم العلاقة بين القارىء والكتاب والحلول الممكنة للمصالحة بينهما وذلك من خلال رؤى ساهم الحضور كل من موقعه في طرحها على المسامع بما في ذلك صاحب الكتاب.
ومن الضيوف الهامة التي شاركت في هذه الأمسية والتي قامت بتقديم الكتاب وصاحبه السيد الحبيب العرقوبي الناشر والموزع وصاحب المركز التونسي للكتاب والأستاذ والشاعر مراد الشابي اللذان قدما قراءة تحليلية بنيوية للكتاب وتطرقا الى الأبعاد التي وضعها رمز « القناص « في الرواية .
ويحكي الكتاب عن عائلة تونسية عاشت ككل العائلات التونسية الأخرى أيام الثورة باضطراباتها ومخاوفها خاصة الخوف من» القناص» الشخصية المركزية في رواية مراد البجاوي التي جاءت فيها مقاربة للحظة فارقة في تاريخ تونس والتي انطلقت من معاناة الشعب التونسي في ذلك التاريخ.
وقد تحدث الكاتب في مداخلته عن كيفية امتطائه صهوة الكتابة على حد تعبيره وما حصل لديه من تقنيات في كتابة الرواية طوال تجربته الشاسعة التي جمعت بين التدريس والكتابة الصحفية ثم التجربة الاذاعية والتي قد تعتبر أهم محطاته التي لاقت بينه وبين العديد من كبار الكتاب والروائيين وأوجدت لديه الأهلية ليكون روائيا.
وقد تم التطرق خلال هذه الأمسية الى قضايا انتاج نصوص تونسية ترتبط بواقعها وتنطلق منه الى جانب ما يطرحه واقع الكتاب اليوم من قطيعة بينه وبين القارىء والتي من أهم أسبابها عدم التشجيع على القراءة من مختلف الأطراف ذات العلاقة بما في ذلك الاعلام الذي لا يهتم بتقديم أعمال الكتاب والشعراء والمثقفين عبر وسائله سيما المرئية منها والتي تجعل منابرها حكرا على السياسيين والفنانين والرياضيين .