أصاب مرض السل 5 آلاف شخص في تونس ويتم تسجيل بين 2500 الى 3 آلاف حالة جديدة سنويا وبدأ هذا المرض يطفو من جديد في العالم بسبب بعض الأمراض التي تقلص المناعة «كالسيدا» والأمراض السرطانية. وتزايدت في المقابل نسبة الأمراض الصدرية في تونس نتيجة عدة عوامل أهمها التدخين. وعن هذه الأمراض وأسبابها وانعكاساتها السلبية وطرق علاجها ومكافحتها كان «للشروق» لقاء مع الدكتور الطيب الغربي نائب رئيس الرابطة الوطنية لمقاومة السل والأمراض الصدرية وأستاذ في الأمراض الصدرية وذلك على هامش الأيام التحسيسية التكوينية التي تنظمها الرابطة حول موضوع «السرطانات بين الوقاية والعلاج». تقلص لكنه موجود لم يتم القضاء على مرض السل بصفة نهائية من جميع بلدان العالم هكذا صرح الدكتور الغربي مضيفا أن المرض تقلص في بعض البلدان المتقدمة خاصة بلدان أوروبا الشمالية لكن جاءت ظاهرة «السيدا» فقللت مناعة الجسم ويسرت تسرب مرض السل واعادة تفاقمه من جديد. وأضاف أن التراجع ناتج عن تحسن ظروف العيش بالنسبة للمواطن التونسي وتقلص ظروف العدوى بالمرض لا سيما منها الاكتظاظ داخل غرفة واحدة بالمنازل. ويتمثل العامل الثاني في تحسن ظروف الوقاية بواسطة التلقيح (ب س ج) الخاص بالمرض والذي يعطي للطفل خلال الشهر الأول من ولادته مع تكرره كل 5 سنوات. أسباب وعلامات ذكر الدكتور أن السل هو جرثومة تصيب كل مكان في الجسم لكن تصيب الرئة بنسبة 90. وأضاف أنه مرض تعفني معدي عيش في محيط ثري بالاكسجين ويمكن أن ينتقل المرض من الشخص المصاب بالسل الرئوي إلى شخص آخر عن طريق السعال أو البصاق أو العطاس أو لبن الأبقار المصابة بالسل. ويمكن للجرثومة أن تدخل وتستقر بالرئة ثم تغزو مواقع أخرى مثل العظام والمفاصل والمخ والكبد والجهاز البولي وتتوفر ظروف تيسر العدوى وهي تشمل كل ما يضعف امكانيات مقاومة الإنسان الطبيعية للأمراض والأطفال والمسنون هم أكثر عرضة للعدوى وهناك عوامل أخرى كالبقاء المستمر قرب مريض السل الرئوي وعدة أمراض أخرى كالسكري وعوز المناعة المكتسبة وبعض الأمراض السرطانية وسوء التغذية كما وكيفا والارهاق الجسمي والعقلي والإدمان على المشروبات الكحولية والتدخين والتشرد. وعن علامات المرض قال الدكتور : «للسل علامات عديدة منها المألوفة ومنها غير المألوفة ومن علاماته السعال والتنخم ونفث الدم وعسر التنفس ونقص في الميزان وشعور بالارهاق مع فقدان شهية الطعام وحمى ليلية مع عرق. وتزداد أهمية هذه العلامات في المحيط العائلي أو المهني الذي يحتوي على انسان مصاب بمرض السل الرئوي، وفي تلك الحالة يجب على المريض الاسراع إلى أقرب عيادة طبية ليقع تشخيص المرض مبكرا. علاج المرضى يشفى مريض السل من المرض بصفة كلية إذا تجنب المريض التباطؤ في تشخيص المرض بالتقدم الى الفحص الطبي عند ظهور الأعراض المذكورة أو بعضها واذا استعمل الأدوية المضادة للسل بانتظام شديد ولم ينقطع عن الدواء بصفة مبكرة والحرص على المراقبة الطبية حتى الشفاء. وحذر الدكتور من مخاطر عدم احترام هذه القواعد ذلك أنها تظهر تعكرات ومخلفات كظهور جراثيم لا تتأثر بأدوية السل وانتشار المرض الى أعضاء أخرى من الجسم وعدوى أناس آخرين كما يمكن أن ينجر عن كل ذلك الوفاة المبكرة للشخص. الوقاية قال الدكتور أن الأسلوب الوقائي الأول هو التلقيح بمادة (ب.س.ج) خلال الأيام الأولى بعد الولادة مع التذكير في مراحل الدراسة وذلك بالاضافة الى مقاومة انتشار العدوى عن طريق مداواة المريض وابعاده عن الأطفال واجراء فحص كامل لأفراد العائلة قصد البحث عن المصاب منهم قبل ظهور علامات المرض. ويتمثل العامل الثالث في احترام قواعد حفظ الصحة كالتغذية السليمة وعدم الارهاق وعدم تناول الكحول وتجنب التدخين والحرص على توفر التهوئة والشمس. تدخين وسرطانات أشار الدكتور الى أن الرابطة تهتم بمرض السل والأمراض الصدرية التي يتسبب فيها التدخين بصفة مباشرة على حد السواء وقد أرادت أن تكون هذه الأيام بمثابة الملتقى التحسيسي التكويني من مرض آخر ناجم بدوره عن التدخين ويصيب كل الأعضاء الصدرية الموجودة عند الانسان بما في ذلك الرئتين. وتهتم الرابطة من جهة أخرى بمرض الربو وبالمحيط ومشاكل البيئة التي تتسبب بدورها في أمراض الحساسية والسرطان وحول دواعي اختيار السرطان كموضوع الأيام التكوينية التحسيسية أفاد أنه تم اختياره لأنه يصيب الرئة بنسبة كبيرة خاصة عند الرجال وهو مرض في تزايد مطرد خلال السنوات الأخيرة.