ارتفع سقف المطالب ببنقردان يوم أمس الجمعة ليتجاوز فتح المعبر الحدودي برأس جدير ليطالب المحتجون بتنمية شاملة والنهوض بالجهة..«الشروق» تابعت تطورات الأوضاع من بنقردان.. لم تتوقف موجة الاحتجاجات التي تعيش على وقعها منطقة بنقردان من ولاية مدنين في الأيام الأخيرة ، وقد عرفت أوجها مساء يوم أمس الجمعة لما حاول المحتجون اقتحام مقر منطقة الحرس الوطني بعد كانوا قد اقتحموا مساء يوم الخميس منطقة الشرطة وحرقها مع حرق بعض السيارات .
وقد عابنت «الشروق» مساء يوم أمس لحظات من الكر والفر بين أعوان الأمن والمحتجين وأغلبهم من الشباب والذين ينادون بتخلي الأمن عن مسؤولياته وتسليم أمر المنطقة وأمنها للجيش الوطني .
وبرر شباب المنطقة من المحتجين مطلبهم بالقول إن التعاطي الأمني مع المطالب كان عنيفا على حد وصفهم بعد ان اعتمدت قوات الأمن على الهراوات والغاز المسيل للدموع بشكل مكثف لتفريق المحتجين من أجل مطالب شرعية .
وخلافا لما تداولته بعض مواقع الفايسبوك ، فقد لاحظنا يوم أمس تمركز أعوان الشرطة والحرس بمقراتهم التي تكسرت واجهات بعضها نتيجة احتججات شباب المنطقة في حين اكتفى الجيش بحراسة المرافق العمومية الحساسة بشكل محدود جدا .
عودة الأمن إلى مقراته يوم أمس بعد انسحابه في اليوم الذي سبقه أجج شباب المنطقة الذين عبروا للشروق عن امتعاضهم من هذه العودة احتجاجا على الوسائل التي اعتمدها الأمن لتفريق المحتجين في الفترة الأخيرة وبعد انعدام الثقة بين الطرفين على حد تعبيرهم .
احتجاجات يوم أمس وحسب المراقبين كانت أقل حدة من يوم أول أمس الخميس ، لكن سقف المطالب ارتفع ، فبعد أن كان مطلبهم الرئيسي العمل على فتح المعبر الحدودي برأس جدير في أقرب وقت ، ارتفع السقف ليطالب الشباب المحتج بالتنمية الشاملة والتشغيل وغيرها من المطالب الإجتماعية .
وقال بعض المحتجين ل«الشروق» إن بنقردان باتت مرتهنة للمعبر والحكومة لم تلتزم بتحقيق وعودها ، وقال بعضهم ان نفس هذه المطالب كان رفعها الأهالي سنة 2010 لتحقيق تنمية شاملة للجهة تخرجهم من حالة الارتباط الوثيق بمعبر رأس جدير وما يعنيه من تجارة موازية وغير موازية .
فمنطقة بنقردان الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي، يبلغ عدد سكانها أكثر من 91 ألف نسمة على مساحة تقدر ب 4732 مترا مربعا، يحدّها من الشرق والجنوب الحدود التونسية الليبية على طول 97 كيلومترا مما جعلها في السنوات الفارطة رهينة هذه الحدود .
وقد عرفت المنطقة خاصة أثناء فترات تحسن العلاقات التونسية اللبيبة بانتشار الأسواق الموازية التي تعرض السلع التموينية، والمحروقات وهوما أحدث فيها حركية اقتصادية وتجارية ملحوظة، حيث بلغ عدد زوار المدينة في بعض الفترات أكثر من 45 ألف زائر من مختلف جهات الجمهورية.
وفي محاولة منه لتهدئة الوضع ، أصدر المكتب الجهوي لحركة النهضة في بن قردان يوم أمس بيانا دعا فيه الاهالي للتعقل، على خلفية الأحداث الأخيرة بالجهة ، وأشار نص البيان إلى الدور الذي لعبته حركة النهضة لإعادة المعبر الحدودي رأس الجدير لسالف نشاطه وهو البيان الذي يبدو انه لم يخفف من حالة الاحتقان التي تعرفها الجهة في هذه الفترة .
الأهالي طالبوا يوم أمس الحكومة بإيفاد مسؤول رفيع المستوى إلى بنقردان لا يقل عن رتبة وزير للتحدث إليه وتبليغه مطالبهم التي وصفوها بالشرعية والتي ستبقى الفيصل في حركاتهم الإحتجاجية حسب تعبير بعضهم .