كلّنا يتذكر ذلك المنسّق الذكي لمنتخب الاصاغر في بطولة العالم التي دارت سنة 2009 بالحمامات... لقد كان حقيقة القلب النابض للفريق بدهائه وصنعته وكأن في جرابه عشرين سنة كرة يد. كان المخطط والهداف في نفس الوقت ... ثم واصل ابداعه في بطولة العالم للأواسط سنة 2011 في اليونان مؤكدا أنه في طريقه نحو المجد... إلا أنه لم يكن محظوظا حيث برز في السنوات التي كان فيها منتخب الاكابر يملك منسّقا من طينة استثنائية يدعى هيكل مقنّم.
قال لي رئيس الجامعة كريم الهلالي لما عاتبته عن عدم سعيه الى اقناع هيكل بالعودة الى حضيرة المنتخب بأن عودة هيكل قد تقضي على مسيرة عبد الحق بن صالح نهائيا.
ربّما لأن عبد الحق بن صالح الذي نخصص له هذه الاسطر كاد فعلا أن يصاب باليأس لعدم توفر الفرصة لديه في منتخب الاكابر الى درجة أنه أصبحت تخامره فكرة الهجرة الى قطر. ولم يكن من السهل اقناعه بضرورة ترقّب الفرصة. كما قال لي هيكل اسبوعين قبل السفر الى اسبانيا بأن من جملة أسباب اصراره على الاعتزال هو أن يترك المكان للشبان وخاصة منهم عبد الحق بن صالح لأخذ المشعل...
وفعلا! ومنذ أوّل مقابلة في المونديال أمام فرنسا ثم في مباراة ألمانيا لم يترك بن صالح الفرصة تمضي دون تأكيد مهاراته ومؤهلاته، لكي يصبح فعلا دينامو المنتخب... ولاشك أن صغر سنه (22 سنة) سيساعده على بلوغ هذا الهدف.