رغم مرور ما يزيد على سنتين على الثورة فان الاوضاع بجهة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد لم تزدد الا سوءا و رداءة و تقهقرا.. رداءة ترسم حيثما وقع البصر. فلطالما عاشت جهة المكناسي الحرمان و التهميش و الاقصاء و لطالما تذيلت السلم كأفقر الجهات وظن اهاليها ان فجر الفرج قد انبلج وان الظلمات قد استحالت نورا وان ما ضاع من الحق سيعود حتما و لكن الاحلام ذابت و الآمال خابت.
فعدا الحضائر لم تعرف جهة المكناسي مظهرا وحيدا من مظاهر التنمية . فلا مشاريع بعثت و لا بناءات شيدت و لا مؤسسات احدثت ولا وعود انجزت فعامان لم يغيرا شيئا في المكناسي التي احتضنت الثورة وامنت استمراريتها ومن ثمة نجاحها بكل رجولة ورباطة جأش وحرفية.
معتمد البلدة متواجد يوما و متغيب اياما و نيابة بلدية مغيبة الى حد كتابة هذه الاسطر رغم التوافق حول تشكيلها فمتى سترى الولادة؟ وعديد الجمعيات حصلت على تأشيرات قانونية لممارسة نشاطها ولكن عديد المشاكل حالت دون ذلك ومؤسسات كثيرة ناشدت النهوض و الدعم ولكن ما من استجابة ورفعت الى كل المستويات الجهوية والمركزية و لكن دون جدوى.
اما المجلس المحلي للتنمية و بعد ان تشكل و عقد بعض الجلسات فقد اندثر و كل القرارات جمدت و عطلت.
الاحزاب تتبادل التهم والتجاذبات لم تزد البلدة سوى الهم والغم والعقلاء على الربوة جالسون ومن مسؤولياتهم متنصلون والحكومة لا تزال تسدل الستار وتغض البصر. الكبار كما الصغار مدركون لمدى رداءة الاوضاع في جهتهم و كلهم استياء وحيرة وتساؤل: هل المكناسي جزء من البلاء التونسية؟ ام مازالت من (وراء البلايك) كما كانوا ينعتونها اين المشاريع الموعودة؟
متى ستهب رياح التنمية على الجهة؟ الى متى ستظل المكناسي مهمشة مقصاة محرومة هل تدرك الحكومة مدى معاناة اهالي المنطقة؟