الانهيار البدني على ضوء العطاء الغزير الذي قدمه لاعبونا في مبارياتهم الثلاثة الأولى كان منتظرا ولو أن لا أحد كان يصدّق أن يتجسّم التراجع بنتيجة استقرت على (-5) أمام البرازيل. خيبة الأمل هذه تؤكد ما قاله آلان بورت مرارا وما كتبناه دائما في أن الموهبة الاستثنائية للاعبين التونسيين في كرة اليد لا تكفي وأن البطولة الوطنية لا تساعد على مزيد التألق وأن نقص الامكانيات والتجهيزات وقلة المتابعة العلمية صلب الأندية لا يمكن ان تؤدي الى استقرار في الأداء وتميّز مستمر في المردود. مرة أخرى نتأكد بأن كرة اليد بحاجة الى دفع قوي من الدولة للارتقاء بها بصفة نهائية ودائمة الى مرتبة «الدول العظمى» مرة أخرى تجدني أذكر بأن المادة الخام بحاجة الى وسائل الصقل لا على مستوى المنتخب فقط وإنما أيضا وخاصة على مستوى الأندية ومعاقل كرة اليد عامة كالمكنين وقصر هلال وصيادة وطبلبة والحمامات وبني خيار ومنزل تميم والزيتونة ومونفلوري والهلال وغيرهم... مرة أخرى أنادي بأن تضطلع وزارة الرياضة بهذه التهمة وأن تعتبر كرة اليد «شأن دولة».
سننتصر ونتأهل
نقولها لا تعاطفا مع اللاعبين الذين عبّروا لنا عن حسرتهم بعد الخسارة المريرة أمام البرازيل وإنما شعورا منا بالواجب والمسؤولية إزاء الوطن لأننا وبحكم قربنا من كرة اليد منذ 1980 ومواكبتنا لمعظم بطولات العالم كثيرا ما يعاودنا الشعور بالحسرة على مرورنا بقليل بجانب انجاز كبير... المهم اليوم ان اللاعبين عبّروا لنا ايضا عن عزمهم الكبير على التدارك أمام الارجنتين وعن بذل قصارى جهدهم للتأهل ولتشريف راية الوطن وكأني بهم يطلبون المعذرة من الشعب لخيبة الأمل التي تسبّبوا فيها في مباراة البرازيل.
ونحن بدورنا لا يسعنا الا ان نعذرهم لأنهم كانوا فعلا أبطالا في المباريات الثلاث الأولى.