يتردّد اسم التحالف الديمقراطي بكثرة هذه الايام على أنه أكثر الاطراف السياسية المرشحة للدخول في الائتلاف الحكومي وللعب دور سياسي فيما تبقى من هذه المرحلة الانتقالية رغم حداثة تشكّله. هذا التحالف الذي يقوده المحمّدان، محمد الحامدي الذي قاد الانشقاق عن الحزب الديمقراطي التقدمي في مؤتمره الخامس المنعقد في شهر أفريل 2012 ومحمد القوماني الذي ترأس حزب الاصلاح والتنمية ويتولّى اليوم مهمّة ناطق رسمي باسم التحالف، وبرغم تشكّله منذ شهرين فقط، تم الاعلان عنه يوم 8 نوفمبر الماضي، استطاع شدّ أنظار مختلف الاطراف السياسية إليه خاصة وأنه صاحب كتلة تتكون من 11 عضوا في التأسيسي كما يضم في صفوفه شخصيات معروفة لدى الرأي العام التونسي. في هذا الركن يقدّم محمد الحامدي رئيس التحالف وجهة نظر حزبه من مختلف الأحداث التي جرت خلال الاسبوع المنقضي.
التعديل الحكومي
مشاوراتنا وصلت الى مستوى تقديم رئاسة الحكومة لمقترحها او ورقتها السياسية والتي تبدو في مضمونها إيجابيّة. ففي توجهاتها العامة هناك تأكيد على التوافق وهناك مقترح حول موعد الانتخابات وهو تنظيم التشريعية في جويلية القادم والرئاسية في شهر سبتمبر.نحن نعتبر هذه الورقة إيجابيّة لكنها تفتقد لآليات التنفيذ وضمانات التنفيذ. هذه الورقة فيها بعض الاجراءات الاستعجاليّة لإعادة الامل الاقتصادي وحسب تقديراتنا التحوير الحكومي يبعث برسالة سياسية للتخفيض من حدة الاحتقان السياسي القائم وفي تقديرنا نحن لا نتبنى وعودا لا تتحقق.المجلس الوطني للتحالف
يعقد التحالف الديمقراطي اليوم بالعاصمة مجلسه الوطني حول ابرز الملفات التي ستطرح على طاولة النقاش قال الحامدي «سينظر في مقترح رئاسة الحكومة والمشاورات حول التعديل الوزاري كما سننظر في التنظيم الداخلي وبالأساس موعد عقد المؤتمر التأسيسي الذي كان من المقرر ان يعقد يوم 27 جانفي الجاري لذلك سنطّلع على أعمال اللجان ومدى تقدّمها لتحديد موعد نهائي للمؤتمر.
التحالفات سنعلن قريبا انضمام شخصيات وطنيّة للتحالف من ذلك تأكيد التحاق وزير الداخليّة الاسبق فرحات الراجحي ورضا بوزريبة نقّابي سابق وخالد شوكات بالاضافة الى تقدّم المفاوضات مع حزب الوحدة الشعبية شق محمد بن صالح وحزب العمل شق علي الرمضاني وحزب اليسار الحديث وغيرها من المجموعات السياسية.أما فيما يتعلّق بمشاوراتنا مع حركة وفاء فهي تأتي في سياق آخر غير الانضمام الى التحالف الديمقراطي وهو بالاساس المشاركة في التعديل الحكومي المرتقب.وعلّق الحامدي حول اعلان حركة وفاء عدم نيّتها المشاركة في التعديل الحكومي وفقا لما ذكره آزاد بادي عضو الهيئة التأسيسية للحركة يوم الجمعة إنّ «عبد الرؤوف العيّادي يقول مازلنا في اطار المشاورات وبالتالي ليس هناك قرار نهائي لعدم المشاركة».
الوضع الامني الهش في تونس وليبيا دعّم تواجد مجموعات تنظيم القاعدة والتي استغلّت انفلات الحدود لتتنقّل. هذه المجموعات ارادت أن يكون لها موطئ قدم في تونس فاختارت الجبال الغربيّة وتمت مطاردتها وأرادت ان تجد مكانا لها في الجنوب.هذه المسألة ليس فيها سلطة ومعارضة فهي تحدّي وطني والمسألة تتم معالجتها من جانب أمني استخباراتي وكذلك بمعالجة للوضع الاجتماعي والاقتصادي ففي جو من المناخ السياسي المشحون بتجاذب حاد وفي وضع اقتصادي متردي تُرصد تحركات المجموعات المتشدّدة وهي تظهر أساسا بعد الازمات بسبب الخيبة العامة وبسبب تأخّر التعديل الوزاري.
اختلافات حول الحقوق والحريات
في تقديرنا التعارض بين حقوق الانسان والاسلام مفتعل من متطرّفين اثنين هما الاسلاميون من جهة والذين جعلوا من الاسلام نقيضا لحقوق الانسان لأسباب تعود بالأساس الى التوظيف الايديولوجي والسياسي والموغلون في الحداثة من جهة ثانية من خلال اثارتهم لحقوق تثير النفور مثل المساواة في الارث والمثلية الجنسية من هنا يأتي التعارض بين حقوق الانسان والاسلام في الوقت الذي نرى فيه نحن ان الاسلام لا يتعارض مع كونية حقوق الانسان بل نطالب بالتنصيص على كونية وشمولية حقوق الانسان فمن المهم حماية الفرد تجاه الدولة. شهداء الحوض المنجمي
نحن نساند التنصيص على حقهم في الادراج ضمن المرسوم عدد 97 المتعلق بالتعويض لشهداء ومصابين ثورة 14 جانفي. هذا الامر هو اعتراف رمزي ولما لا جبر الضرر لأهاليهم.
مشاركة المنتخب الوطني
حول مشاركة المنتخب الوطني لكرة اليد في كاس العالم ببرشلونة ومروره للدور الثاني ومشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم في كاس افريقيا للأمم قال محمد الحامدي (ضاحكا) «لا علاقة لي بالرياضة فأنا لا أفهمها».
من هو محمد الحامدي؟ أصيل ولاية مدنين، استاذ فلسفة عرف بنشاطه السياسي والنقابي شارك في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ضمن قائمات الحزب الديمقراطي التقدمي رئيس الكتلة الديمقراطية بالمجلس الوطني التأسيسي قاد انشقاقا عن الحزب الديمقراطي التقدمي في أعقاب مؤتمره الخامس الذي شهد اندماج أحزاب ومستقلين في حزب جديد هو الحزب الجمهوري أسس لاحقا رفقة عدد من السياسيين تيار التحالف الديمقراطي الذي يستعد لعقد مؤتمره التأسيسي قريبا