الحامة ولاية. حلم تردد كثيرا على الأفواه وعبرت عنه خطابات ولافتات وكتابات جدارية وفي صفحات الفايسبوك والنقاشات والأحاديث اليومية. هي معتمدية من أكبر معتمديات ولاية قابس من ناحية المساحة فهي في حدود 230 ألف هكتار، وعدد السكان يقدره البعض ب 100 ألف ساكن أو أكثر. هذه المدينة قدمت للبلاد عددا كبيرا من رجالاتها الذين كتبوا تاريخها :محمد على الحامي، محمد الدغباجي، الطاهر الحداد، الطاهر لسود وغيرهم. نظرا لأهمية الموضوع اتصلت الشروق ببعض أبناء الجهة لتسليط الضوء على هذا المطلب.
التقينا بالسيد محمد علي نايلي وهو أستاذ ثانوي فقال : أنا مع أن تكون الحامة ولاية فحاجيات الجهة أكبر من أن تعالجها مؤسسات محلية، والكثافة السكانية تتطلب خدمات تعجز الإدارة المحلية عن تلبيتها بالشكل الذي يريده أبناء المنطقة. تحول الحامة إلى ولاية حق فلها عديد الإسهامات في تاريخ تونس برجالاتها ماضيا و حاضرا.
الحامة ولاية يعني فتح آفاق أرحب «للحوامية» لمزيد التطوير والتنمية وفي ذلك تلبية لطموحات شبابنا واعتراف بجميل الأرض التي أعطت لتونس وبخلت النظم الحاكمة عليها بحقها في نيل مكانة تستحقها. أما السيد كمال عدوني أحد المعطلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا فاعتبره : مطلبا شرعيا ويستحق الاهتمام ولكن يجب تدارسه مع فعاليات المجتمع المدني، يكفي أن الحامة ستنال ميزانية ولاية وليس نصيب معتمدية كما هو الحال الآن ولعل ذلك يساهم في توفير بعض مواطن الشغل عبر تعدد المؤسسات العامة والخاصة وتوفير الخدمات الصحية والإدارية وكذلك التجهيزات الثقافية والترفيهية.
السيد الهادي هداجي ناشط جمعياتي عبر عن موقفه بقوله : أنا مع أن تصير الحامة ولاية فذلك يعني أن تصير لنا ميزانية خاصة و ارتباط مباشر بالحكومة المركزية و سيقرب الخدمات المختلفة من المواطنين الذين يتعبهم التنقل إلى مركز الولاية الحالي و يمكن من التعامل المباشر لتجاوز كثير نمن التعقيدات مثلا في التنمية وستستفيد بذلك المناطق التابعة للحامة مثل بوعطوش وبنغيلوف و بشيمة والصمباط وشانشو وذلك سيوفر بدوره بعض مواطن الشغل و يقلص من عدد العاطلين عن العمل ولا توجد في هذا المطلب أي نزعة جهوية. السيد عادل بندالي عضو مكتب حركة النهضة قال : نعتبر أن المطلب شرعي باعتبار ما تعرضت له الجهة من تهميش عبر تاريخها رغم ما قدمته للبلاد من تضحيات بقوافل الشهداء فنحن ندعمه، و أنا أعتقد أن هذا المطلب المشروع يجب أن يمهد له بخطوات ضرورية نراها عاجلة و ملحة و هي تحسين بنيتها التحتية المهترئة و إضافة دوائر بلدية جديدة وإعادة التقسيم الترابي بإحداث معتمديتين أخريين على الأقل ثم تهيئة المناطق الصناعية التي أصبحت أكثر من عاجلة من أجل استيعاب جحافل العاطلين عن العمل حتى يدخلوا الدورة الاقتصادية وأخيرا لابد من حسن استغلال مياه الحامة وأن يراعى فيها حق الأجيال القادمة.
أما السيد عمار مرقبي عضو مكتب حركة الشعب بالحامة فقال: أساند هذا المطلب وأدعو إلى التهيئة له بتوفير المشاريع الاقتصادية الكبرى فلا يجب الاكتفاء بما هو موجود من فلاحة جيوحرارية، ومعالجة مشاكل الفلاحة الموجودة وتوفير الخدمات الإدارية والصحية فلا يعقل أن تظل جهتنا مثلا دون طب الاختصاص رغم كثرة السكان وازدياد احتياجاتهم فالحامة ستصبح ولاية عند توفر الظروف المناسبة و هو ما ينبغي العمل على تحقيقه. أما السيد عماد حشاني وهو مدون فقدم رأيا مختلفا بعض الشيء فقال : الحامة تاريخها يعرّف بها وهي قادرة على أن تكون قطبا اقتصاديا فلنطالب بالمشاريع الكبرى : البنية التحتية، المؤسسات الجامعية، مستشفى جامعي، معارض كبرى، محطة استشفائية تستثمر ما لدينا من ثروة مائية، نطالب بتشجيع الشباب المحلي على بعث المشاريع وتسهيل الحصول على تلك التشجيعات من أجل العمل، حينها ستكون الحامة مهيأة لأن تصبح ولاية دون أن تطالب بذلك. المطلب إذن هو محل إجماع تقريبا و يأمل المواطنون أن تكون الحامة الولاية الجديدة في أقرب وقت ممكن حتى وإن اختلفت انتظاراتهم من هذا التحول.