وجّه رئيس حزب المبادرة كمال مرجان ورئيس حزب الوطن الحرّ محمد جغام رسالة إلى الترويكا الحاكمة وأكّدا أنّ «الدساترة» قادمون وأن تونس تحتاجهم لبناء مستقبلها. الرسالة جاءت على هامش ندوة علمية نظمها حزب المبادرة بعنوان «من ثورة الكفاح المسلح ضد الإستعمار 18 جانفي 1952 إلى ثورة الشغل والحرية والكرامة الوطنية 17 ديسمبر /14 جانفي 2011».
الندوة افتتحت بشريط وثائقي حول حياة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة مقتطف من القناة الإخبارية «العربية» وتضمنت ثلاث مداخلات ألغيت منها واحدة بسبب غياب مقدمها وهو الباحث جعفر لكحل عنوانها « 18 جانفي 1952 المعركة الحاسمة والنصر المبين» فيما اقتصر الأستاذان عبد الرزاق بن رجب ونبيل قريسة على سرد بعض الأحداث التاريخية دون تحليل لأبعادها من خلال مداخلتين حول «الإرادة السياسية ودورها في اندلاع الثورة المسلحة 1952: حامة قابس نموذجا» و»تونس بين ثورتين جانفي 1952 و جانفي 2011».
وتضمن البرنامج فقرة شعرية نشطها الشاعر قاسم عبد القادر الذي حرص قبل إلقاء قصيدته «الوطنية» حسب وصفه أن يمهد بدعوة كل «الدساترة» إلى التوحد قائلا « كنا ننتظر من السيد الباجي قايد السبسي أن يجمعنا ويؤطرنا ويقودنا ولكنه اختار توجها آخر».
مرجان والدساترة
ورغم حرصه على عدم التدخل والتعليق بأنّ هذه الندوة ليست سياسية فقد قال رئيس حزب المبادرة كمال مرجان «سنبرمج في الأسابيع القليلة القادمة اجتماعا يضم كل الدساترةفتونس محتاجة إلى لم العائلة الدستورية وسيكون في القريب حزب يجمع كل الدستوريين....».
وأضاف جغام «في الماضي كان المجتمع التونسي منقسما إلى دستوريين أو بيوعة ولم تكن هناك تصنيفات أخرى الحساسية الوحيدة كانت بيننا وبين الحزب الشيوعي والذي كانت له مرجعية عالمية وليست تونسية وكانوا في فترة من الفترات وطنيين وأتذكر سليمان بن سليمان والذي يرجعه العديد إلى أنه من الدستوريين».
وحول علاقة حزب المبادرة بحزب «نداء تونس» أضاف مرجان قائلا «حزب نداء تونس يضم بعض الدساترة ولكنه ليس حزبا دستوريا سنتعامل مع الآخرين بمثل ما يعاملوننا به من يقدّرنا نقدّره سي الباجي قلت له من الأول أنت الأخ والأب كون جبهة وطنية ذات توجه إصلاحي حداثي مثل الذي أراده بورقيبة ولكنه فضل خيارا آخر والمجال يبقى مفتوحا للتعاون».
وأضاف مرجان «وضعنا محرج ولا يمكن إصلاحه إلا بتوافق وطني مفتوح على كل التيارات الإصلاحية المعتدلة العمل جماعي والميدان يفرض نفسه حتى تكون لنا كلمة».
ودعا مرجان أنصار حزب المبادرة الذي وصفه كما يصفه العديد على حد قوله ب «حزب السواحلية» إلى «النزول إلى الميدان دون أن نخشى أحدا، فمستقبل تونس يقرره أولادها وليس الأجانب ولا يكمن الحل في التحوير الوزاري فليس ذلك من شواغلنا فتونس ليست الجزائر التي قواها بترولها وغازها عند الأزمات ولابد من التفاؤل لتفعيل الإرادة».
رسالة إلى الترويكا
وثمن رئيس حزب الوطن الحرّ محمد جغام في كلمته إنجازات العائلة الدستورية في بناء الدولة والمؤسسات قائلا «هناك من يريداليوم إنكار إنجازات الدولة منذ 1959 ولكن التاريخ لا ينكره ولنتساءل ماذا تحقق منذ عامين من الثورة أقول لم يتحقق شيء... أصبحنا نتبجح بالحرية وأي حرية؟ونحن نفتقد إلى الأمن والقوانين والدستورفأين نحن ذاهبون؟المطلوب الآن تحديد موعد للانتخابات لأن من تمسك بالكرسي لا يريد التفريط فيه والشيء الثاني وهو الأخطر هو المشروع المجتمعي الذي نروم تحقيقه فبورقيبة علمنا الحداثة وترك لنا نموذج المجتمع السويسري والفرنسي والأوروبي بصفة عامة المبني على الحداثة والانفتاح ولابد من الرجوع إليه».
وحول واقع ومصير الدستوريين أضاف جغام قائلا «الكثير يدعوننا إلى لم شمل كل الدستوريين الذين تشتتوا منهم من ذهب إلى حزب حركة النهضة ومنهم إلى أحزاب أخرى قريبة من النهضة فلابد من إيجاد طريقة للتوحد ولي رسالة أريد توجيهها إلى من هم في الحكم أقول لهم استعدوا إننا قادمون».
من جانبه توجه النائب في المجلس التأسيسي صالح شعيب إلى الحاضرين بكلمة دعا فيها إلى نبذ الإقصاء قائلا «نعيش اليوم الكثير من المزايدات فالذين ينادون بالقطع مع الماضي أقول لهم إن الشعوب التي لا ماضي لها لا حاضر لها وقلت للموجودين على رأس الحكومة إن الفضل يعود للشهداء حتى تتواجدوا في تلك المناصب ومن يتحدث عن الإقصاء والمحاسبة يجب أن يبدأ بمحاسبة نفسه أولا».