لم تعرف أسواق مدينة باجة الحركيّة المعهودة بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف حيث اكتفى المواطن بمشاهدة ما عرض من فواكه وحلويات زينة أو السّؤال عن سعر «الزقوقو». نهج خير الدّين أوما يعرف بباب «الجنائز» بدت فيه الحركة عاديّة حيث وإن تكاثر انتصاب باعة الفواكه بجميع أنواعها وحلويات الزينة قبل أيّام من حلول المولد النبوي الشريف ورغم توفّر مادّة «الزّقوقو» وبكمّيات تبدو هامّة وذلك في أكثر من متجر وبالفضاءات التّجاريّة الكبرى التي تحتلّ وسط المدينة فإنّ ذلك لم يمنع المواطن من توجيه اهتمامه نحو أسعار الخضر واللّحوم والغلال التي تعتبر هاجسا يوميّا بالنسبة إليه وإن حضر فضوله في بعض الأحيان للسّؤال عن سعر «الزّقوقو» الذي تراوح سعره بين 13 و14 دينارا تبعا لنوعيّة ونقاوة المنتوج مسجّلا انخفاضا واضحا مقارنة بالموسم الماضي الّذي تجاوز حدود 20 دينارا ولم يكن متوفّرا حتّى بهذا السّعر ..
وقد تحدّث إلينا السيد محمد علي الدّغبوجي المسؤول عن جناح بيع الفواكه والحليب ومشتقاته بإحدى المساحات التّجاريّة على أنّ الإقبال بدا ضعيفا جدّا رغم أننا قمنا بالتخفيض في سعر «الزّقوقو» من 14.500 إلى 14 دينارا وكذلك الفواكه الجافّة منذ أسبوعين حيث لم يتجاوز حجم مبيعاتنا اليومي حدود 40 كلغ من «الزّقوقو».
وهو ما ذهب إليه أيضا السيد محمّد البشيني وهو بائع مواد غذائية بأحد المتاجر الكبرى الذي اكد أنّ تعدّد المناسبات قد أضرّ بالقدرة الشرائية للمواطن الذي بدا عاجزا أمام ارتفاع أسعار بقيّة المواد وخاصّة الخضر وهومتأكّد من أن يقبل المواطن على شراء هذه المادّة قبل يوم أويومين من المولد النبوي الشريف لأنّ السّنوات الماضية علّمته ذلك مضيفا أنّ الكميات متوفّرة ولا خوف من ارتفاع أسعارها
رغم تعدّد نقاط بيع الفواكه الجافّة فإنّ المواطن في باجة اصطدم منذ الوهلة الأولى بارتفاع صاروخي لأسعارها وإن تعدّدت التّحاليل والتّفسيرات من قبل المزوّدين والتجّار من ذلك ارتفاع تكلفة جنيها ونقلها وتعدّد محاولات تهريبها نحو القطر اللّيبي فإنّ ذلك لا يبرّر إطلاقا شرعية أن تكون الأسعار بمثل هذه الصّورة حيث فاق سعر «الفزدق» 42 دينارا للكلغ الواحد بالفضاءات التّجارية أمّا «البوفريوة» فقارب سعره 20 دينارا وتجاوز «الجوز» 25 دينارا ووصل اللّوز إلى 14 دينارا وهو ما دفع بالعديد من المواطنين إلى اتّخاذ قرار بالاستغناء عن شراء «الزّقوقو» والفواكه المكمّلة له حيث بيّن عتاب الموسي وهو أستاذ وأب لثلاثة أطفال أنّ الاحتفال بالمولد النّبوي الشّريف ليس مناسبة لنصب الموائد والإنفاق بما لا يستطيع الجيب تحمّله بل هي ذكرى دينيّة نستلهم منها عبرا مهمّة وأضاف أنّه غير مقتنع بشراء «الزّقوقو» وحتّى أطفاله الصّغار وزوجته فإنّهم يشاطرونه الرّأي في ذلك .
من جهتها اكدت السيدة بشيرة بالدّويهش وهي أمّ لطفلين أنّها تبادر مبكّرا بشراء «الزّقوقو» نظرا لكونها تعشق هذه المادّة رغم أنّ زوجها وطفليها لا يحبّانها كثيرا وفي مثل هذه المناسبة تتعاون مع أمّها لتحضير العصيدة وتزيينها بالفواكه التي قالت عنها أنّ أسعارها مرتفعة جدّا ورغم ذلك فستقتني القليل منها تلبية لرغبة الأطفال .
ومن جهة أخرى أشارت السيدة عائدة الغزّي وهي ربّة بيت أنّها لا تثق كثيرا في طريقة خزن مادّة «الزّقوقو» عند التجّار وهي تفضل تحضير عصيدة البوفريوة بمساعدة أمّها نظرا لجودتها ومنافعها الصحيّة خاصّة وأنّ ابنتها الكبرى تحبّذها كثيرا .
اما السيّد قيس اليازيدي المدير الجهوي للتجارة بباجة فقد اكد ان مصالح المراقبة تقوم بحملات المراقبة لمحلاّت بيع الفواكه الجافّة ومادّة «الزّقوقو» قد انطلقت منذ فترة حيث تمّ رفع عيّنات منها وتوجيهها نحو المخبر المركزي للتّحاليل والتّجارب قصد التثبّت من خلوّها من مادّة «ألفا توكسين» التي تظهر عند عملية التخزين لمدّة طويلة وبيّن أنه لا يوجد إلى حدّ الآن لمؤشّر يدلّ على تلوّث هذه المادّة وأنّ ظروف الخزن عموما جيّدة وتابع أنّ عمليات التفقّد هي الآن في ذروتها حتّى يقع القطع مع التّلاعب بالأسعار وبالموازين وخاصّة في ما يتعلّق منها بالاحتكار رغم ما يتعرّض إليه أعوان المراقبة من اعتداءات .