من المنتظر أن ترتفع حدة التوتر والاحتقان في قطاع النقل في الفترة القادمة إذا ما أصرت الحكومة على الترفيع في أسعار المحروقات ، وفق ما أكدته مصادر مهنية ل«الشروق» حيث لوح المهنيون بالتصعيد الذي قد يصل إلى الاضراب العام . ذكرت مصادر مطلعة أن الحركة على أشدها هذه الأيام بين صفوف المهنيين في قطاع النقل بمختلف فروعه ( نقل الاشخاص والبضائع ) وكذلك داخل أسوار الهياكل النقابية الممثلة لهم ، وذلك بسبب ما وصفوه ب«الكارثة» التي ستحل عليهم جراء الزيادة المنتظرة في أسعار المحروقات التي أعلن عنها وزير المالية إلياس الفخفاخ منذ أسبوع .
الحكومة مسؤولة
في تصريح ل«الشروق» ، حمّل كل من معز السلامي، رئيس الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب سيارات الاجرة «تاكسي» ونائب رئيس الجامعة الوطنية للنقل، وسالم بوعجيلة ، رئيس الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب سيارات الاجرة «لواج»، الحكومة كامل المسؤولية فيما قد يحصل من تجاوزات وما قد ينجر من تبعات داخل المهنة إذا ما أصرت على الزيادة في أسعار المحروقات. وأضافا ان الهياكل النقابية لم تعد لها القدرة للسيطرة على المهنيين بعد أن بذلت في السابق مجهودات كبرى لتهدئتهم على امل التوصل إلى حلول.
أسبوع الحسم
من المنتظر أن يكون الاسبوع القادم حاسما داخل الهياكل الممثلة للمهنة لاتخاذ القرار المناسب تجاه الزيادة المحتملة في أسعار الوقود . حيث سيعقد المكتب التنفيذي لغرفة التاكسي اجتماعا حاسما يوم الثلاثاء ، كما أن غرفة اللواج ستواصل التفاوض مع الحكومة يوم الاثنين بحثا عن الحلول الملائمة .
ضربة قاضية
قال المتحدثان إن أية زيادة اليوم في أسعار الوقود ستكون بمثابة «الضربة القاضية» لمهنة النقل بعد أن تلقت (المهنة) منذ الثورة ضربات عديدة ، منها الزيادة في اسعار الوقود في سبتمبر 2012 والتهاب أسعار قطع الغيار وارتفاع المنافسة غير الشرعية (النقل العشوائي للأشخاص وللسلع) وارتفاع أسعار السيارات الجديدة. ورغم كل ذلك يقول المتحدثان، تحملت المهنة وصمدت ولم تلجأ للتصعيد بل عملت على التفاوض مع الحكومة ( مع وزارة النقل ) قصد إيجاد الحلول الملائمة أهمها الزيادة في تعريفة النقل التي لم يطرأ عليها أي تغيير منذ 2008 لكن في المقابل ارتفعت اسعار الوقود بما لا يقل عن 22 فاصل 42 بالمائة دون اعتبار الزيادة القادمة ..
من الليونة إلى التصعيد
قال معز السلامي إن الوقفات الاحتجاجية التي نفذها أصحاب التاكسيات في السابق ، سواء تجاه قرار توريد «التك تك» أو تجاه الزيادة في سعر الوقود في سبتمبر 2012 لم تُأت أكلها ، لذلك من المنتظر أن يقع اللجوء هذه المرة إلى حلول أخرى أكثر تصعيدا باعتبار الرفض القاطع صلب المهنة لأية زيادة في سعر الوقود ولو بمليم واحد .
أما سالم بوعجيلة فأكد أن موقف المهنيين في قطاع «اللواج» اتسم طيلة الفترة الماضية بالليونة ، لكنه لن يكون كذلك في المستقبل إذا ما تم اقرار الترفيع في سعر الوقود دون الترفيع في تعريفات النقل ، بل سيكون أكثر تصعيدا، لانه من غير المعقول أن تصبح المحروقات مثل « الحمار القصير»الذي تلجأ له الحكومة في كل مرة لدعم ميزانيتها
الاضراب العام
توحي كل المؤشرات أنه قد يقع اللجوء إلى الاضراب العام المفتوح في قطاعي اللواج والتاكسي ، وربما في بقية قطاعات النقل الأخرى مثل النقل الريفي ونقل البضائع والتاكسي الجماعي والتاكسي السياحي ، إذا ما وقع اقرار الزيادة في سعر المحروقات دون زيادة في التعريفة . حيث يوجد اجماع على أنه سيقع التصدي «بكل قوة» وبردّ قاس للقرار إذا ما تم اتخاذه . وهذا ما من شأنه أن يخلق شللا وبلبلة على مصالح المواطنين وعلى الاقتصاد برمته في صورة تنفيذ اضراب عام مفتوح .