لماذا تسود صفوف المهنيين بقطاع سيارات الاجرة (اللواج) هذه الايام، حالة من الحيرة والقلق والاستغراب المرفوقة بتهديدات بالدخول في اضراب عن العمل يوم الخميس المقبل؟.. ماذا يجري بالتحديد داخل قطاع «اللواجات» وهل إن للوضع المتوتّر في صفوف أهل المهنة، علاقة بالتعاملات مع الادارة؟ إن الواضح من خلال ما كشف لنا عنه رئيس الغرفة الوطنية النقابية لسيارات الاجرة (اللواج) سالم بوعجيلة، هو أنه ما أدخل الحيرة والقلق والتساؤل لدى المهنيين، مَردُّه الانقلاب المفاجئ في موقف الادارة (الادارة العامة للنقل البرّي)، اذ بعد الموافقة والقبول بالاستجابة لمجموعة من المطالب المهنية التي طُرحت على أنظارها منذ الايام الأولى للثورة، عادت الادارة لمُمارسة سياسة الابواب المغلقة، من خلال عدم مدّ أهل المهنة بأي جواب أو تفسير حول سبب عدم تحقق تلكم المطالب الى حدّ الآن. فلقد مضى ما يزيد عن الشهرين عن طرح تلك المطالب، دون أن تبدي الادارة أيّ تفاعل ملموس معها، مما يطرح التساؤل ان كان في الامر نكوث في العهد وعدول عن الوعد. الادارة استجابت لستّة مطالب مهنية.. ولكن؟ أما النقاط أو المطالب التي تقدّم بها المهنيون بقطاع سيارات الأجرة (اللواج)، وحظيت بالاستجابة والموافقة من قبل الادارة، فتتلخص حسب ما بيّنه رئيس الغرفة سالم بوعجيلة، في السماح للمهني بتغيير النشاط، وكذلك العدول عن البطاقة المهنية لصاحب السيارة، ما يعني ابقاؤها للسائق فقط، الى جانب سلك الطريق الاقصر عند العمل، والعدول عن مسألة السيارات ذات 30 مقعدا (فسيارة «اللواج» لا يمكن أن تتحوّل الى حافلة في أي حال من الاحوال). وضمن بقية المطالب أيضا، الموافقة على حمل الحرفاء من خارج الحدود، والى أي نقطة حدودية، باعتماد بطاقة العبور، والترفيع في الفحص الفني للسيارة بعد 10 سنوات، من 3 أشهر الى 6 أشهر، بالاضافة الى عدم اعتماد سنّ السيارة عند تغيير الخط. ولئن استجابت الادارة لهذه المطالب الستّة التي كان طرحها المهنيون في أول أيّام الثورة، مع الموافقة على التفاوض والنقاش في مجموعة من المطالب الاخرى، فإن طول مدّة انتظار تحقيق الادارة لوعودها، قد فتح باب الاستياء والاحتجاج لدى جماعة «اللواجات». تهديد بالاضراب الشامل يوم الخميس القادم ما يؤكده سالم بوعجيلة رئيس غرفة «اللواجات» هو أنه في حال اصرار الادارة على التراجع عن موقفها في ما يخصّ الاتفاق معها على النقاط الستّة ضمن المسائل المطلبية ذات الأهمية للقطاع، فإن المهنيين سينفّذون اضرابا شاملا، محددا موعده ليوم الخميس المقبل، مضيفا أن الغرفة قد اتخذت هذا القرار في اجتماعها يوم الاثنين الماضي، وذلك للتعبير عن الغضب والاحتجاج من انقلاب الادارة في مواقفها وتعاملاتها، مقارنة مع أول أيام الثورة. فهل تعيد الادارة العامة للنقل البري بوزارة النقل والتجهيز طرح ملف المطالب المهنية لقطاع سيارات الاجرة (اللواج)، على طاولة الدرس، للبرمجة والتنفيذ؟. الوزير الشاب ياسين ابراهيم أظهر حنكة في التعامل مع عدّة ملفات، فكيف سيتدخّل لفضّ مشكل «اللواجات»، لمنع اضراب الخميس القادم لأهل القطاع؟.