انطلقت صباح أمس بالمركز الجهوي للتربية والتكوين المستمر بالمنستير فعاليات الملتقى الجهوي الثاني للإصغاء بالوسط المدرسي والذي يتواصل حتى يوم الأحد المقبل. هذا الملتقى تنظمه المندوبية الجهوية للتعليم بالمنستير تحت إشراف ودعم وزارة التربية وبالاشتراك مع الإدارة الجهوية للصحة والإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية وبمساندة بعض الأطراف المعنية على غرار الكشافة التونسية والهلال الأحمر ومندوبية حماية الطفولة ومندوبية الشباب والرياضة ومندوبية العمران البشري والصحة الإنجابية وقاضي الأسرة وقاضي الأطفال.
تفعيل مكاتب الإصغاء
ولمزيد تسليط الأضواء على هذا الملتقى الذي يكتسي أهمية بالغة اعتبارا إلى قيمة المواضيع التي يطرحها والتي تمس أغلب العائلات التونسية تحدثت «الشروق» إلى السيد مختار الهداوي المندوب الجهوي للتعليم الذي قال إنّ هذا الملتقى هو مواصلة لليوم الدراسي الذي نظمته وزارة التربية يوم 10 جانفي الجاري حول مكافحة التدخين والمسكرات والمنشطات والمخدرات في الوسط المدرسي الذي كان أشرف عليه رئيس الجمهورية ووزراء التربية والداخلية والصحة والثقافة.
وأضاف أن القضايا المطروحة في جدول أعمال اللجان إنما هي قضايا مجتمع بأكمله وإن المسؤولية فيها هي مسؤولية وطنية باعتبار أن وزارة التربية بمفردها لا يمكنها أن تحقق الأهداف المرسومة في هذا المجال.
واعترف محدثنا بخطورة ما يهدد أبناءنا التلاميذ داخل وخارج المؤسسات التربوية وقال إن الوزارة تؤمن بدورها في التصدي لهذه الظواهر وتسعى إلى نشر الوعي بالمخاطر التي تهدد الناشئة ودعا إلى ضرورة تظافر كل الجهود لتحقيق هذا المبتغى. ومن ناحية أخرى قال المندوب الجهوي للتعليم إنه وفي إطار تطوير الحياة المدرسية ودعم الإحاطة التربوية والنفسية والاجتماعية بالتلاميذ وتحسين البعد العلائقي والعيش الجماعي بالمؤسسة التربوية بعثت مكاتب الإصغاء ببعض المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية منذ سنة 1999 وهي مكاتب يشرف عليها المستشارون بالإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي والمرشدون التربويون والقيمون وأطباء الصحة المدرسية والأخصائيون الاجتماعيون إضافة إلى ما يقوم به الأستاذ المباشر. وعن دور هذه المكاتب علق محدثنا بالقول إنها تبقى في حاجة إلى تطوير آليات العمل وضبط استراتيجية واضحة المعالم حتى تؤتي أكلها.
ورشات.. وتوصيات
وعن فحوى برنامج الملتقى الذي يتواصل على امتداد ثلاثة أيام كاملة أوضح السيد مختار الهداوي أنه يتضمن عدة مداخلات منها تفعيل النواة الصلبة والخلية الجهوية لمتابعة عملية الإصغاء وأيضا سبل الانتفاع بمكاتب الإصغاء وكذلك القيم المنسق ودوره وآليات عمله والتأسيس لسجل المتابعة النفسية بالإضافة إلى استعراض بعض التجارب الحية في مجال الإصغاء.
وختم المندوب قائلا: «إن الملتقى سيشهد في يومه الختامي صياغة تقارير ستطرح أمام المسؤولين في سلطة الإشراف للاستئناس بها والالتزام بمضمونها عند بحث سبل وقاية الناشئة من المخاطر المحدقة بها والعمل في العمق من خلال تفعيل مكتب الإصغاء الافتراضي مشيرا في نفس الوقت إلى أن عدد مكاتب الإصغاء في المؤسسات التربوية بولاية المنستير بلغ 19 مكتبا وأن الحالات المسجلة بها تكاد تكون منعدمة وهي لا تتجاوز مجرد الشك وأن الخطر الحقيقي يأتي من الخارج ولابد من التصدي له والتوقي منه حتى لا يعرف طريقه إلى تلاميذنا داخل مدارسهم ومعاهدهم».