يواصل منتدى «أسد أبن الفرات» بمجاز الباب ندواته ومحاضراته، من خلال استضافة العديد من الوجوه السياسيّة والثقافيّة بكافة انتمائاتهم، وقد اشرف مؤخرا السيّد عادل عمراني على ندوة بعنوان « عامان من الثورة الحصيلة والآفاق»... الشروق» واكبت هذا اللقاء الذي احتضنه فضاء « دار المدينة المستديمة بمجاز الباب» وقد افتتحه السيّد الصادق الدريدي والذي تحدّث عن المراحل التي مرّت بها الثورة التونسية ومخلّفاتها وتداعياتها، وحجم التجاذب الحاصل بين جميع الأطراف، وأكّد على السعي إلى تحقيق مصلحة الوطن من خلال التوافق وإرساء حوار وطني قادر على تحقيق أهداف الثورة.
كما أشار السيد الصادق أنّ الهدف الأساسي للمنتدى هو تنمية الثقافة الديمقراطيّة وإظهار أهمّ التيارات الفكريّة بالأساس من خلال التواصل مع الفئات الشعبيّة، وأفاد بأنّ القيمة لا تكمن في المحاضرة بقدر ما تكمن في منهج الحوار المنتهج...
أما السيّد عادل عمراني، الأكاديمي ودكتور في طبّ النفس فقد ذكر بتداعيات الثورة من خلال مدخل اجتماعي ثقّافي بحيث أكّد أنّ جميع المداخل السياسيّة للتعاطي مع هذا الموضوع المهمّ قد استهلكت وقيل فيها الكثير، والفرصة مواتية الآن للنظر لهذا المعطى الثوري من خلال زاوية أخرى كالزاوية النفسانيّة.
وتطرّق في سياق حديثه إلى أنّ الثورة التونسيّة تعتبر حدثا سياسيا بدون منازع، لكن هذا الحدث ترافقه حوادث وجوانب أخرى منها الثقافي، النفسي والاجتماعي، كما تطرّق إلى الممهدات التي سارت بالفعل الثوري الخفي إلى تصدّر الطليعة ليصبح مطلبا أكيدا وحلما تحوّل إلى حقيقة، فضلا عن سرده للعديد من العوامل التي أدّت إلى قيامها من خلال معجم «الحقرة» والاستبداد» التي تواصلت لسنوات ورافقت منهج الحكم قبل الثورة. ومن جهة أخرى تطرّق إلى ما طالب به الشعب التونسي في نضاله المتواصل منذ 14 جانفي 2011 إلى حدود السّاعة، وما تحقّق له من مكاسب تختلف نظرة العديد منهم في تقييمها.
كما تخلّلت المحاضرة، مداخلة شعريّة وموسيقيّة للمبدع والمناضل ابن مجاز الباب السيّد «رضا الصّولي» الذي من أهمّ أعماله قصّة «الحطّاب الشّجاع» و«أريج والقمر»، فضلا عن الشريط الوثائقي الذي تطرّق إلى معاناته مع الحكم السابق والذي أهدته له دار الشّباب «حمّام الأنف».