زهير بوزيان: لم نُحدد تسعيرة الأضاحي وسعر 21.900 دينار للكلغ الحي هو السعر المرجعي    وزير الداخلية الفرنسي يتعهد بإنزال "أقصى العقوبات" في جريمة قتل المواطن التونسي هشام الميراوي    أسعار الأضاحي "تذبح" الجيوب في الدول العربية... وأداء الشعيرة حلم يراود الكثيرين    الدورة الثامنة للمعرض الدولي لزيت الزيتون من 12 الى 15 جوان الجاري بسوسة    مجزرة جديدة قرب مركز مساعدات برفح ومقتل 3 جنود شمالا    ياسين القنيشي يحرز فضية مسابقة دفع الجلة لفئة في ملتقى باريس لألعاب القوى    بطولة تايلر الأمريكية للتنس: عزيز دوقاز يفتتح اليوم المشوار    نهائي بطولة الرابطة الثانية: الكشف عن حكم مواجهة شبيبة القيروان ومستقبل المرسى    سوسة تحتضن الدّورة الثّامنة للمعرض الدّولي لزيت الزيتون من 12 إلى 15 جوان    الفنانة القديرة سميحة أيوب في ذمة الله    خطير/ دراسة تحذّر: "الخبز الأبيض يسبّب السرطان"..    ابراهيم بودربالة: قطاع الصحة يُعدّ من أبرز المجالات الحيوية والخدماتية المتصلة مباشرة باهتمامات المواطن    جريمة قتل تونسي في فرنسا: وزارة الداخلية تصدر بلاغ هام..#خبر_عاجل    زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب تركيا قبالة سواحل مرمريس..وهذه حصيلة الضحايا..#خبر_عاجل    زلزال بقوة 6.2 درجة قرب حدود اليونان مع تركيا    وسائل الدفع في تونس بعد قانون الشيكات: تغيّرات جذرية وتحولات سلوكية    نقابة معهد صالح عزيز تطالب بتدخل عاجل من وزارة الصحة لإنهاء التجاذبات وتفادي الإضراب    أبرز ما جاء في لقاء رئيس الدولة برئيسة الحكومة..    عودة منتظرة: المسبح البلدي بالبلفيدير يفتح أبوابه للعموم بداية من هذا التاريخ    كأس العالم للأندية: تشلسي يدعّم صفوفه بالبرتغالي إيسوغو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    درجات حرارة مرتفعة يوم عيد الأضحى    جريمة شنيعة/ أراد الدخول معها في علاقة رغم أنها متزوجة وعندما رفضت أنهى حياتها..    اليوم : إرتفاع في درجات الحرارة    ماذا في لقاء رئيس الجمهورية بوزير الدفاع الوطني؟    تونس: الكتلة النقدية المتداولة تتجاوز 24 مليار دينار للمرة الرابعة في 2025    مبادرة إنسانية في جبنيانة: سائق نقل ريفي يرافق تلاميذ البكالوريا مجانًا    توقّف مؤقّت لحركة القطارات بين تونس وعنّابة من 3 إلى 14 جوان 2025    كوريا الجنوبية تختار اليوم خلفا للرئيس المعزول    ترحيل أطفال أمريكيين مع ذويهم يثير جدلا واسعا ومطالبات بمحاسبة إدارة ترامب    البيت الأبيض: اتصال محتمل بين ترامب وشي هذا الأسبوع    كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة: نسبة التزود بالماء الصالح للشراب بالوسط الريفي بلغت حوالي 95.3 بالمائة على المستوى الوطني    عزيز دوقاز يفتتح اليوم مشواره في بطولة تايلر الأمريكية للتنس    أغنية "يا مسهرني" تورطه.. بلاغ للنائب العام المصري ضد محمود الليثي    الهند.. مصرع 34 شخصا في فيضانات وانهيارات أرضية    نحو تنقيح الأمر المنظم لمشاركة الأجانب في الأنشطة الثقافية: التفاصيل    رئيس غرفة القصّابين ل«الشروق»... اليوم انطلاق بيع لحوم الضأن الروماني وهذه أسعارها    البعثة الصحيّة التونسيّة للحجّ تؤمن قرابة 900 عيادة طبية يوميا بمكّة    القيروان.. 6898 مترشحا وأكبر مترشح عمره 71 سنة    اليوم الملتقى العربي لأدب الطفل    أولا وأخيرا .. من بنزرت لبن قردان    خطورة الغش في الامتحانات وآثاره السلبية    أسعار خيالية في نقاط البيع المنظمة للأضاحي: «القشّارة» أرحم من الحكومة !    عاجل/ حجز سجائر مهرّبة بقيمة 655 ألف دينار    عاجل: قناة التاسعة: لم نقم بحذف أي محتوى من الموقع على 'يوتيوب' وخاصة مسلسل 'الرئيس'    الفيلم الفلسطيني "إلى عالم مجهول" في القاعات التونسية انطلاقا من 4 جوان 2025    شركة الخطوط التونسية للخدمات الأرضية تطلق برنامجا شاملا لتحديث معداتها    وزير التربية يتابع ظروف انطلاق الدورة الرئيسية لباكالوريا 2025 بعدد من المؤسسات التربوية بولايتي تونس وبن عروس    ماذا تفعل في يوم عرفة؟ إليك الأعمال المستحبة    ماذا يحدث لجسمك عندما تأكل لحم العيد بهذه الطريقة؟ نتائج صادمة لا يعرفها أغلب ''التوانسة''    أريانة: انطلاق الحملة الجهوية لمكافحة الإدمان تحت شعار ''لا للإدمان'' وتستمر حتى هذا الموعد    المؤرخ عبد الجليل التميمي يفوز بجائزة العويس للدراسات الإنسانية المستقبلية    تعرف على سُنن الأُضحية...الوضع الشرعي والوزن المناسب    متى تبدأ عطلة عيد الأضحى 2025 في الدول العربية؟ إليكم التفاصيل حسب كل دولة    الفراولة سلاح طبيعي ضد هذه الأمراض: دراسة حديثة تكشف الفوائد    برشلونة يستبعد التعاقد النهائي مع راشفورد ويرغب فقط في استعارته    كأس المغرب : تأهل نهضة بركان بقيادة معين الشعباني إلى الدور ربع النهائي بفوزها على الكوكب المراكشي 3-0    دعوة الى حظر منتجات التبغ المنكهة    









جدل حول العولمة والثورة التونسية
في اتحاد الشغل ببن عروس:
نشر في الشعب يوم 18 - 06 - 2011

حين يكون المنبر نقابيا والهمّ ثقافيا وتكون الثورة التونسية هي موضوع الجدل و موضع التساؤل، أنسى أو أتناسى نفوري الفطري من المحاضرات و أجلس كتلميذ شغوف بالدراسة يبحث عن أجوبة لنقاط استفهامه المتعدّدة.
في أوّل لقاء لنادي جدل بعد الثورة و في تقديم ذكيّ و لبق أكّد الدكتور محمد كشكار أنّ هذا النادي و من خلال مراهنته و منذ تأسيسه على أهمّية و حتمية الفعل الثقافي كان من العناصر الممهّدة للثورة.
مداخلة الأستاذ مصطفى العلوي المختص في علم الاجتماع و التي سمّاها تواضعا »مقالا« حبلى بالاشكاليات المعقّدة خاصة أنه من أنصار ما سماه منهج »جدلية التعقيد« و لم يكن هذا المسمى »مقالا« سوى مشروع حقيقيّ لكتاب قد يعدّ من المحاولات القليلة اذا تم - بل »أكاد أجزم« أنّها المحاولة الوحيدة الجادّة و العميقة في فهم آليات الثورة التونسية و تحليل حيثياتها و مدى ارتباطها بالعولمة في بداية حديثه أكّد العلوي أنّ اختيار اللغة الفرنسية لكتابة »المقال« مجرّد اختيار شخصي و ليس من باب المفاضلة. ولئن كان عنصر المفاجأة الذي تميّزت به الثورة التونسية قد حال دون التحضير المسبق لتقنيات محددة لدراستها فإنّ ربطها بالعولمة مسألة حتمية و لا جدال فيها
ومن هنا انطلق العلوي في محاولة تعريف العولمة من منظور سياسي و اجتماعي و اقتصادي و ثقافي
ولعل النقاط الأشدّ اضاءة في هذه المداخلة هي محاولة الاجابة عن السؤال الأكثر تداولا والأكثر خطورة: هل ما عاشته تونس ثورة أم انتفاضة أم انقلاب عسكري؟
ما وقع في تونس حسب تحليل مصطفى العلوي كان بمثابة »التخمّر« الذي أدى الى انفجار و هو أكبر من أن يكون مجرّد انتفاضة وهو ليس انقلابا عسكريا لأنّ الانقلاب العسكري عمل غير شعبي قد يغيّر المجتمع باتجاه ثوري أو يحدث عكس ذلك تماما.
هل ما وقع في تونس ثورة اذا؟
الثورة لا تنتج فقط اصلاحات بل تؤدّي الى تغيير جذري و هذا ما لم يقع في تونس ، ما وقع في تونس يشبه الثورة المصغرة التي أدت الى تحقيق مرحلة الحريّة السياسية التي مازالت تتهددها جملة من المخاطر لخّصها المحاضر في النقاط التالية: -إمكانية عودة أذيال التجمع.
إمكانية أسلمة الثورة.
جعل الثورة تتجه اتجاها قوميا تقليديا.
جعلها تتجه اتجاها يساريا راديكاليا.
ومن أشدّ المخاطر محاولة جعل التحوّلات الثورية على مقاس ما تريده أمريكا.
النقاش الذي أطلقت شرارته الأولى هذه المحاضرة في نادي جدل هو صورة مصغّرة لجدل قائم في جلّ البلدان حول هذه الثورة التي كانت لعنة على الدكتاتوريات ونافذة على الحريات لكلّ المقموعين في الأرض . غير أنّ الدكتور محمد كشكار و خلال فتحه لباب النقاش لم يخف بعض الخيبات
التي لخّصها في عشر نقاط من ضمنها: تهريب الرئيس المخلوع بدل محاكمته و تسليم السلطة لرموز النظام السابق
وقد دار جدل كثير حول من قام بالثورة و من استفاد منها، اذ رأى البعض أنّ عدم نجاح المسار الثوري أو- و حتى لا نكون بهذا القدر من التشاؤم- عرقلة المسار الثوري تعود الى عدم قدرة الشعب على الحكم بعد ابعاد رموز الحكم السابق، ذلك أنّ الثورة تمت دون قيادات حتى أنّ المعتصمين في ساحة القصبة رفضوا و بكل قوة كل الرموز السياسية محاضرة العلوي لم تمنحنا أجوبة قاطعة لأسئلة رافقتنا منذ بداية الثورة لكن لم يخرج أحد من هذه المحاضرة كما دخلها ، بل وأجزم أننا خرجنا جميعنا بجملة من المفاتيح لمحاولة فهم هذه اللحظة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.