علمت «الشروق» من مصار وثيقة، ان رئيس الوزراء حمادي الجبالي هو الذي أنهى جلسة الحوار بقصر قرطاج بين قيادات الترويكا، حيث تواصل الاجتماع إلى ساعة متأخرة من الليلة الفاصلة بين الجمعة وأمس السبت. السيد حمادي الجبالي الذي عبر عن ارهاق، قال للحاضرين انه سيصارح الشعب في كلمته التي ألقاها أمس. وتأكد ل«الشروق» أن حزب التكتل متمسك بأن يشمل التحوير وزارتي السيادة، الخارجية والعدل، على ان يكون على رأسيهما وزيران غير متحزّبين من ذلك ان التكتل رفض فعلا أن يعوّض النهضة في أحد المنصبين...
«الشروق» سألت مصدرا قريبا من «التكتل» فأكد هذه المعطيات مبينا ان حزب بن جعفر قدّم أسسا ثلاثة للتحوير وهي التوسيع والحوار الوطني بدون رفض اي طرف وتوازن الحكومة بتحييد وزارتي الخارجية والعدل، مشيرا الى ان التكتل لا يطالب بنفس المصير للداخلية، على اعتبار حساسية هذه الوزارة، وأن اي تغيير على رأسها سوف يكلف الوزير الجديد والحكومة من ورائه، مزيدا من الوقت ليتعرف على الوزارة ومنعرجاتها...
مصادر متطابقة في الرؤية لكنها لا تنتمي الى تيار واحد، أكدت ل«الشروق» ان السيد حمادي الجبالي تحدوه فعلا نية للتفتح على المستقلين خاصة وهو يرنو، لولا ضغوطات حزبه الذي يتولى أمانته العامة، يرنو إلى اتاحة الفرصة أكثر للمستقلين...من جهة أخرى علمت «الشروق» أن المكتب السياسي لحزب التكتل الذي طالت جلسته ليوم أمس لعدة ساعات، بقي في حالة انعقاد (أي مفتوحا) في ما يجنح حزب المؤتمر اليوم أوغدا إلى اجتماع لمكتبه السياسي من أجل نفس الموضوع : التحوير الوزاري. من جهة أخرى رأت مصادر أخرى قوامها ملاحظون سياسيون أن كلمة السيد حمادي الجبالي أمس أظهرته في عباءة رجل الدولة والمسؤول عن الشأن العام أكثر منه أمينا عاما للحزب الأكثري في السلطة وبالتالي في المجلس التأسيسي حيث يعتقد أحد مصادرنا بأنه ألقى «بالكرة» في ملعب حزبه هو نظرا إلى أن ضغوطات كبيرة قد اعترضت اقتراحاته في تشكيل الحكومة (أنظر عدد الشروق ليوم أمس). ولا يخفي مصدرنا (القريب من حركة النهضة) حجم الصعوبات التي يواجهها الجبالي، خاصة أن شق رئيس الحركة متمسّك بأن يكون كل من رفيق عبد السلام ناطقا رسميا ومكلفا بالاتصال في القصبة، وأن يكون محمد بن سالم الذي من المفترض ان يعوّضه على رأس وزارة الفلاحة الحبيب الجملي المحسوب على المستقلين رغم اعتبار عدد من المراقبين انه قريب من النهضة، أن يكون بن سالم منسقا عاما للحكومة هذا إضافة الى أن مهام عبد الرزاق الكيلاني ستضاف الى مهام لطفي زيتون في الحكومة أيضا. وفي نفس السياق اعتبرت شخصيات سياسية وفكرية بعد ان تابعت كلمة الجبالي، ان رئيس الحكومة نطق بكلام غير مجانب للصواب وأنه حسب اعتقادهم ايضا القى الكرة في شباك الأحزاب المعنية بالتحوير وأساسا النهضة.. وتشير مصادر «الشروق» الى أن التوافقات سوف ترى النور قبل الاربعاء وأن هناك امكانية ان تحصل كتلة الحرية والكرامة على حقيبتين في التشكيلة الحكومية القادمة.