شرع مجموعة من الناشطين في الحقل الجمعياتي والقطاع الثقافي ببادرة من الأستاذ فرج العبدولي (باحث جامعي وناشط جمعياتي، ومنشط ثقافي، في اجراءات تأسيس جمعية تعنى بالتراث الديني، والحضاري وإحياء ودراسة الطرق الصوفية. وقد اختاروا لها اسم «الجمعية التونسية الاسلامية للمحافظة على التراث الديني وإحياء الطرق الصوفية». وستنطلق الجمعية في برامج أنشطتها بعد استكمال الاجراءات القانونية لإعلان تأسيسها الرسمي، وذلك بتنظيم ندوة ستكون إما وطنية وإما دولية حول التراث الديني والحضاري للبلاد التونسية.
كما تسعى الجمعية الى تكوين «فريق بحث» للعمل على حصر وتوثيق المعالم الدينية ومقامات الأولياء الصالحين بكامل تراب الجمهورية، يليه عمل توثيقي استقصائي، حول الحركات والطرق الصوفية التي عرفتها البلاد التونسية.
أهداف الجمعية
وتهدف «الجمعية التونسية الاسلامية للمحافظة على التراث الديني وإحياء الطرق الصوفية» الى المساهمة في حماية وصيانة المعالم الدينية والمحافظة على التراث الديني والحضاري المادي واللامادي في البلاد التونسية وكذلك في العالم الاسلامي، وتتمثل هذه المعالم في الزوايا والأضرحة ومقامات الأولياء الصالحين، ودور العبادة والكتاتيب والمساجد والجوامع والمكتبات والجمعيات والنوادي والمدارس الدينية والتربوية.
كما تهدف الى العمل على مزيد ترسيخ وتعزيز وتمتين قيم الحوار والتسامح والاعتدال والسلام، المستوحاة من تعاليم الدين الاسلامي الحنيف والرسالة المحمدية الخالدة. كما ستعمل الجمعية على إحياء ودراسة وتنشيط التراث الديني والثقافي والفنون الفرجوية التقليدية المرتبطة بالمعالم الدينية ومقامات الأولياء الصالحين والطرق الصوفية.
ومن أهداف الجمعية كذلك تجميع وتوثيق وتحقيق ونشر التراث الشفوي الديني والكتابات والمخطوطات والرسائل من مدائح وأذكار وروايات شفوية وسير ذاتية وملاحم شعبية وشعر وغناء وملزومات.. ومن جهة أخرى ستسعى الجمعية الى انجاز بحوث ودراسات ميدانية حول التراث الديني والحضاري والطرق الصوفية والعمل على نشرها والتعريف بها، وذلك من خلال تنظيم تظاهرات ومهرجانات وملتقيات وندوات في هذا الخصوص.
كما ستعمل الجمعية على ربط علاقات تعاون وشراكة مع الجمعيات والمنظمات والمؤسسات العلمية والجامعية والاعلامية ذات العلاقة بالتراث الديني والحضاري والطرق الصوفية داخل البلاد وخارجها.
خلفيات
وتجدر الاشارة الى أن تأسيس هذه الجمعية جاء على خلفية الاعتداءات المتكررة على أضرحة ومقامات الأولياء الصالحين في عدة أماكن بالبلاد التونسية وآخرها مقام سيدي أبي سعيد الباجي ومازال الجميع يتذكّر الاعتداء على مقام السيدة المنوبية بمنوبة وكذلك الاعتداء على قبة الولي الصالح سيدي المحارب بمنطقة الفلاز بولاية المنستير.
بالاضافة الى الاعتداءات على مقامي وليين صالحين بملولش وهدم زاوية سيدي يعقوب بمنطقة بني زلطن من معتمدية مطماطةالجديدة بولاية قابس، فضلا عن اعتداءات على عدة مقامات لأولياء صالحين بولايات صفاقس ونابل..
اعتداءات متواصلة على مقامات الأولياء الصالحين وصفتها رئاسة الحكومة بالآثمة وستسعى هذه الجمعية جاهدة الى ردّ الاعتبار لهذا التراث الديني والحضاري المعتدى عليه كما أفادنا مؤسس الجمعية.