اعلن بصورة مفاجئة الترفيع في سعر المحروقات بداية من شهر فيفري دون استشارة الحكومة وشركاء الحكم . هذا الاجراء الذي جاء في ذروة التجاذب حول التحوير الوزاري فهمه البعض باعتباره محاولة لاحراج النهضة التي بادرت عبر قائدها رضا الباروني الى رفض الاجراء ، ولخلق حالة تململ شديد في أوساط المواطنين والمهنيين لما يستتبع هذا الإجراء من ضرر فادح بالمقدرة الشرائية للمواطن والاقتصاد الوطني وإلياس الفخفاخ الذي ترك انطباعا جيدا في وزارة السياحة يبدو انه لم يتأقلم كما يجب مع أجواء وزارة المالية، والغريب ان يبادر الى هذا الإجراء قبل الإلمام الجيد بالملفات وإجراء استشارات معمقة وموسعة لكل الجهات المعنية وان يعمد الى اثقال المواطن بزيادة غير معقولة عوض البحث عن حلول اكثر من منطقية مثل تسريع المصالحة الاقتصادية مع رجال الاعمال . وزارة المالية وهي من وزارات السيادة خلافا لما يتصور الجميع تحتاج وزيرا سياسيا وتكنوقراطيا في نفس الوقت، والفخفاخ مدعو الى إدراك هذه الخصوصية قبل الأقدام على اي خطوة غير مدروسة أو متسرعة ستدفع الحكومة فاتورتها الباهظة، وسيضع هو بالذات نجاحه في السياحة في الميزان، اعتبارا لخصوصية الظرف الحساس الذي تمر به البلاد، وضرورة التعاطي الذكي مع إملاءات البنك الدولي التي سببت لبلادنا الويلات في الثمانينات.