يبدو أن المشاورات بين مكونات الجبهة السياسية الموسعة حول مشروع «الاتحاد من أجل تونس» بصدد التقدم، لكن الأحزاب الخمسة المعنية به ما تزال بحاجة إلى المزيد من التفاوض. «الشروق» سألت العديد من المعنيين بمشروع الاتحاد من أجل تونس حول المرحلة التي وصلت إليها المشاورات، وهم من الجبهة السياسية الواسعة التي تم الاتفاق على تشكيلها وتضم مبدئيا خمسة أحزاب وهي نداء تونس والجمهوري والمسار والعمل الوطني الديمقراطي والحزب الاشتراكي اليساري ؟.
المشروع الذي يراد منه الدفاع عن النموذج التونسي ضد النماذج المستوردة من الشرق والحفاظ على مكاسب الدولة التونسية، كما أشار إلى ذلك في تصريحات سابقة سمير بالطيب الناطق الرسمي باسم المسار الديمقراطي الاجتماعي، قال عنه لزهر العكرمي القيادي في حركة نداء تونس «الأحزاب الخمسة المكونة لمشروع الاتحاد من أجل تونس بصدد التفاوض والتحاور من أجل وضع برنامج وتحديد خطة عمل مشتركة من أجل أن يكون الاتحاد متينا يدوم لفترة طويلة وليس اتحادا مناسباتيا.»
وأضاف القول: «قريبا الاعلان عن الاتحاد بعد استكمال المحادثات وتوثيق المسألة والنظر في حدودها والتحالف هو تحالف سياسي ستكون له استتباعات انتخابية في ما بعد وليس تحالفا انتخابيا سينظر في السياسية في ما بعد».
وبدوره أكد عبد الرزاق الهمامي (الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي): أنه «توجد مشاورات ومفاوضات جدية ونقاشات خصوصية بين حركة نداء تونس والمسار والجمهوري حول بعض المسائل وسنمضي بعدها للاعلان عن الاتحاد من أجل تونس لتكون نقطة انطلاق نحو تأسيس جبهة ديمقراطية واسعة ودولة مدنية ديمقراطية «، مضيفا:»الاتحاد من اجل تونس يشهد تقدما جديا بعد زوال الغيوم مع المسار والجمهوري وهناك توافق على انطلاق المسار وهذا يعني ان هناك خمسة احزاب وهي النداء والعمل والاشتراكي اليساري والمسار والجمهوري ومن المنتظر ان تنتهي المشاورات خلال أسبوع من اجل الانطلاق في بناء الجبهة التي نريد ان تكون اوسع ما أمكن وان تستقطب احزابا أخرى».
الاتحاد لفرض التوافق
وحول الاطراف التي من الممكن ان تنضم الى المبادرة قال الهمامي :»الامر مرتبط بروح الاتحاد فهدفه الأساسي تجميع القوى الديمقراطية بكل ما يعنيه هذا الهدف تلتف حولها سياسيا القوى التي تعتبر نفسها معنية بهذا الامر ويتجاوز ذلك الاطراف المكونة للاتحاد الى اطراف ديمقراطية أخرى ومن دون ذلك لا يمكن التقدم نحو انجاز خارطة طريق وطنية تحقق أهداف الثورة».
واضاف القول: «عندما يوجد توازن يصبح من الممكن الوصول الى توافق لأن التوافق تفرضه موازين القوى لذلك نسعى الى تكوين الاتحاد من اجل تونس.. طبعا الاتحاد يعتبر نفسه قوة بناء في الوضع السياسي التونسي وقوة طمأنة للتونسيين ولا يستهدف عزل أحد وانما تحقيق شروط المنافسة الجدية التي لا يمكن من دونها بناء ديمقراطية حقيقية».
وحول ان كان الاتحاد مجرد تحالف انتخابي قال الهمامي :»هو تحالف سياسي والانتخابات هي مجرد جزء من الاداء السياسي العام»،موافقة من الجمهوري
أما عصام الشابي (القيادي في الحزب الجمهوري) فقد أكد أنه بعد زيارة السيد الباجي قائد السبسي للمقر وازالة ما علق بالعلاقات الثنائية من شوائب تم الاتفاق على عقد حوار ثلاثي بين الجمهوري ونداء تونس والمسار الديمقراطي لامكانية التنسيق. وأضاف «اللجنة المركزية للحزب الجمهوري كانت دعت إلى اقامة تحالف سياسي انتخابي هدفه اعادة التوازن إلى المشهد السياسي وتعديل موازين القوى لتوفير امكانية التداول على الحكم أمام التونسيين».
وأشار الى أن حزبه لا يعترض على توسيع التحالف ليشمل أطرافا أخرى مثل حزبي العمل الوطني الديمقراطي و الاشتراكي اليساري ولكن اقتصار التشاور في هذه الفترة على النداء والجمهوري والمسار مرده إلى أن هذه الأحزاب هي التي بدأت في الحوار وتقدمت فيه أشواطا ونفضل توفير قاعدة أرضية قد تنتهي بالتوسع نحو بقية الأطراف الديمقراطية.