يشكو قطاع الصناعات الحرفيّة في القيروان، من عديد المشاكل. المواد الأولية واليد العاملة والتسويق. وهي صعوبات تهدد الحرفيين بفقدان مواطن رزقهم. ورغم تدخل بعض الجمعيّات، فان الطريق مازالت وعرة. معرض الحرف الّذي احتضنته احدى قاعات المركب الثقافي بالقيروان، مثل فرصة أمام عديد الحرفيين وبشكل أكبر النسوة، من عرض مصنوعاتهن والتعريف بها وايجاد مسلك للتسويق فضلا عن ابلاغ مشاغلهن إلى السلط الجهوية والى نوّاب التأسيسي.
المعرض انتظم ببادرة من جمعية التكافل للاغاثة والتنمية. وهي مبادرة جمعت بين تشجيع الحرفيّات ومساعدة بعضهن على توفير مورد رزق عبر توفير المواد الأولية والدعم، والثانية من خلال تخصيص نسبة 10 بالمائة من المداخيل للعمل الخيري. وهي دورة تنموية تطوعيّة من شأنها خلق ديناميكية اجتماعية واقتصاديّة.
في المعرض قطع فنية وتحف تقليدية من مختلف أصناف المواد الأولية، من منسوجات وخزف وديكور وزربية ومرقوم وجلود وطريزة ورسم على الزجاج ورسم على الحرير.
ومعظم الحرفيّات هن من الشابات المندفعات نحو الابداع والسّاعيات إلى تطوير مشروعهن. وقد تحدثن إلى «الشروق» عن حاجتهن إلى فضاءات تمكنهن من عرض منتوجاتهن من خلال اقتراح معرض تجاري قار. والتمسن أيضا من السلط الجهوية توفر الدعم المادي في ظل الارتفاع الصاروخي للمواد الأولية.
وقد توجهن بمطالب شفوية إلى المعتمد الأول بولاية القيروان الذي زار المعرض وقد وعد بنقل مشاغل الحرفيات إلى الجهات المعنية. وهن يطالبن بايجاد مسالك لتسويق منتوجاتهن للحفاظ على موارد رزقهن.
ويعتبرن ان امكانية التسويق في القيروان محدودة خصوصا في ظل العزوف عن المنتوج المحلي وعلى المصنوعات التقليدية نظرا لارتفاع أثمانها الناجم عن ارتفاع التكلفة. مبادرة جمعية التكافل يحتاج الحرفيون إلى مثلها في مختلف المناسبات وأن لا ترتبط بمناسبة احتفالية محدّدة لان الحرفيات يردن ان لا ينشغلن بغير الانتاج ويطلبن تدخل هيكل حرفي وتقليدي منظم يشرف على التسويق وتنظيم القطاع الّذي لا يزال متذبذبا.
وينطبق هذا الحال على واقع عمل الحرفيين في أسواق المدينة العتيقة والنحاسين وحرفيي الزربية. ووجب الاهتمام اكثر بهذا القطاع الذي يمثل جانبا مهما من التراث المادي واللامادي وهو جزء من المنظومة الثقافية والسياحية لولاية القيروان.