تتميز جهة غار الدماء بنشاط هام في الصناعات التقليدية وخاصة صناعة الزربية ولكن هذا القطاع يعاني من عدة صعوبات وقفت بالمرصاد في وجه الحرفيين. وحالت دون تطوير صناعتهم فهل من تدخل عاجل لفائدتهم وبالتالي إنقاذ الصناعات التقليدية. وقع تركيز معمل للزربية في مدينة غار الدماء منذ ثلاثة عقود تقريبا لكنه وبالاضافة لورشات صغيرة لعدد من الحرفيين عرف أصحابها مشاكل عطلت القطاع حينا وطرحت أكثر من سؤال أحيانا لعل في مقدمتها من يحمي هذا القطاع وهذه الصناعة من الانقراض؟ ..
فأولى المشاكل التي تعترض الحرفيين في مجال صناعة الزربية هو نقص المواد الأولية وخاصة الصوف بمختلف أنواعه من المحلات المنتصبة بالجهة والتي تعرف شحا كبيرا في عديد الأحيان وهو ما فرض على الحرفيين التنقل لمسافات بحثا عن هذه المواد الأولية وهو ما يكلفهم مشقة السفر ومصاريف إضافية هذا دون أن ننسى وحسب ما أكده الحرفيون ل«الشروق» الارتفاع المتواصل لأسعار هذه المواد الأولية التي تضاعفت بشكل لافت خلال المدة الأخيرة .
أما المشكل الثاني فيتمثل في صعوبة تسويق المنتوج وترويجه في غياب هيكل يدعم هذا التوجه فباستثناء معرض الصناعات التقليدية الذي يمتد على أسبوع سنويا بمدينة طبرقة وكذلك تدخلات بين الحين والآخر للمندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بجندوبة وهو ما جعل الحرفيين يجدون صعوبة لا توصف في التسويق وهو ما يتطلب تكثيف التدخل من طرف المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية التي حسب الحرفيين مطالبة بالتكفل بالترويج حفاظا على هذه الصناعة من الاندثار.
أما المشكل الأخير فيتمثل في تراجع عدد الناشطين بصناعة الزربية عامة والصناعات التقليدية الأخرى عامة ونذكر هنا صناعة الخشب والخزف بما يجعل العديد منها يندثر والبقية في طريقها إلى الاندثار خاصة وحسب تأكيدات الحرفيين في ظل غياب الدعم اللازم وارتفاع تكلفة المواد الأولية وآلات التصنيع وتواضع الورشات من حيث البنية التحتية وغياب فضاء يجمع الحرفيين وينظم القطاع .
عموما القطاع ورغم أهميته فإنه يبقى يحتاج تدخلات تمكنه من الاستمرارية والديمومة وتشجع الناشطين فيه للمضي قدما نحو الحفاظ على هذه الخصوصية القادرة على توفير موارد رزق هامة ويد عاملة وكذلك منافسة الأسواق بصناعات تقليدية تستمد عراقتها من تاريخ الجهة وموادها الطبيعية القادرة على تنويع التصنيع .