تعتبر المواقع الاجتماعية على الانترنت فرصة لإجراء محادثات وتبادل أفكار حول القضايا السياسية أو الاجتماعية المطروحة ولكن توظيفها يختلف من شخص إلى آخر حسب اهتماماتهم ودرجة وعيهم وثقافاتهم. يقول السيد عصام حصني (عاطل عن العمل) إن المواقع الاجتماعية تمكن من توطيد العلاقات العائلية في هذا العصر الذي يتميز بنسقه السريع ويتعرض فيه الانسان إلى ضغوطات نفسية واجتماعية كبيرة ولكن ما أعيبه هو أن كل الصداقات هي في العالم الافتراضي تنبني على الوهم والمعطيات المغلوطة وقد يؤدي ذلك إلى أمراض نفسية في صفوف المراهقين و أنا مقتنع بأن المغالطة والكذب مصيره الفشل الذريع.
يضيف السيد طارق الماجري عامل بشركة: «إن هذه المواقع هي سلاح ذو حدين وما أستحضره هي مقاطع الفيديو لأهالي تالة والقصرين وما تعرضوا له من قمع وتنكيل والذي لم يتوصل النظام إلى التعتيم عليها كما أنها تمكن من كشف الحقائق وتقديم الأدلة الدامغة في ملفات الفساد من رشوة ومحسوبية أو استغلال النفوذ. ولكن في غياب القوانين يمكن توظيفها لتقديم معلومات مغلوطة أو تركيب مقاطع فيديو وصور لخدمة مصالح أطراف معينة خاصة في هذه الفترة التي تعرف تجاذبات سياسية بين الأحزاب وتبادل الاتهامات. فمثلا يقدم حزب نداء تونس رابطات حماية الثورة وهي تمارس العنف ضد أعضائها في المقابل تقدم قواعد النهضة صورا لبعض الأطراف الذين ينتمون لحزب نداء تونس وهم يقدمون المال مقابل حمايتها. وهذا غير معقول في هذه الفترة الانتقالية وعلى الجميع أن يلتزموا باحترام الغير ونبذ العنف ووضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار وتجنب الفتنة والتفرقة». ويعقب السيد علاء النعيمي تلميذ:لقد كان لي شغف كبير بالأنترنات وتمكنت من ربط علاقات كثيرة تسببت لي في عديد المشاكل ولكن الآن وجهت اهتمامي للدراسة وأنصح أصدقائي بتنظيم أوقات فراغهم والاهتمام بالجانب المعرفي والتثقيفي».
ويعتقد السيد مالك الحيدري معلم تربية بدنية: «أن هذه المواقع الاجتماعية ومسألة حسن توظيفها يبدأ بتأطير النشء منذ الصغر وتوجيهه لخلق جيل مبدع قادر على الابتكار ينهل من العلوم الحديثة ولا يضيع وقته في مسائل تافهة تؤدي به إلى الانحرافات والانحلال الأخلاقي وعلى الأولياء مراقبة أبنائهم والتفطن إلى خطورة استعمال هذه المواقع. والتحاور معهم بأسلوب حضاري لتجنب الصدام. ويستطيع الشباب من خلال هذه المواقع تكوين برامج مشتركة تكون لها تأثير على واقع الجهة التي يقطن بها لتنمية الحس المدني والاهتمام بقضايا أخلاقية وحقوقية واقتصادية.