المركز المتطوّر للرعاية الصحيّة الأساسيّة بدقة، تلك هي التّسمية التي أطلقتها وزارة الصّحة على المستشفى الذي تبرّع أحد أبناء الجهة بانشائه وتكفّل بكل مراحل بنائه الى أن سلّمه للدولة جاهزا. تقدّر كلفة بناء المستشفى بحوالي مليون دينار ويمتدّ على مساحة هكتارين نصفها مغطّى ويضم خمسة أقسام جاهزة ولا تنقصها سوى التجهيزات الطبيّة التي وعدت الدّولة بتوفيرها.
وفي سنة 2002 كانت بداية الاستغلال ومنّى السكان أنفسهم بمستشفى تتوفر فيه كل الاختصاصات ويريحهم من عناء التنقل الى المدن المجاورة أوالعاصمة بحثا عن العلاج والشّفاء علما أن مدينة دڤة الجديدة تعدّ أكثر من 6000 ساكن وتحتلّ موقعا استراتيجيّا بين ثلاث ولايات وهي باجة وسليانة والكاف وتوجد على الطّريق الوطنيّة رقم 5 ولا تبعد عن مركز معتمدية تبرسق سوى خمسة كيلومترات.ولكن الاستغلال لم يكن بالشّكل المأمول بالرّغم من أنّ المبنى يستجيب لكل المعايير والمواصفات الدولية للمؤسسات الاستشفائية وذلك بشهادة المختصيّن إذ تم اعتماده كمستوصف للعيادات الخارجيّة بمعدّل مرتين في الأسبوع أي يومي الثلاثاء والخميس، كما يتمّ استغلاله كمستودع خاص بمستشفى تبرسق.
ويتمثّل المطلب الأساسى لمواطني دڤة في توفير التجهيزات الضرورية لانطلاق الاستغلال الفعلي للأقسام المجهّزة وخاصّة قسم الاستعجالي وطبّ الأطفال وطبّ التوليد وبالتّالي احداث قسم داخلي لاقامة المرضى وجعل العيادات الخارجيّة تمتدّ على كامل أيّام الأسبوع ولا تقتصر على يومين فقط.
كما أشار بعضهم الى امكانيّة احداث قسم مختصّ في طب الاسعاف نظرا للموقع الجغرافي للمستشفى الموجود في مفترق الطرق بين ولايات باجة والكاف وسليانة اضافة الى كثرة الحوادث القاتلة على مستوى الطريق الوطنية رقم 5 المحاذية للمستشفى ذاته.
وتساءل البعض الآخر عن مصير الاعتماد المخصص لاقتناء بعض التّجهيزات لهذه المؤسّسة بعنوان سنة 2012 والبالغ قيمته 200 ألف دينار.
ويؤكّد كل أبناء دڤة على ضرورة توفير التّجهيزات الطّبيّة وتنويع الخدمات المسداة في هذا المرفق الصّحي المتطوّر جدّا من حيث البنية التحتيّة ليستجيب لطموحاتهم وهو ما أرجعوه الى قرار سياسي جريء يكرّس مبدأ اللاّمركزية كأفعال ملموسة لا كشعارات جوفاء.