شكلت الجمعية التونسية للنهوض بالعلاجات التلطيفية الانطلاقة الواعدة للخدمات الإنسانية المقدمة للمنظورين في الجهة وتعويد شركائها المتطوعين على معاضدة مجهودها لتأمين احتياجات فئة اجتماعية هشة. وقد اتخذت الجمعية شعار «هدفنا إضافة الحياة للأيام وليس إضافة أيام للحياة» كاستراتيجية لتحقيق أهدافها الرامية إلى تحسين نوعية الحياة للأشخاص الذين يعانون من مرض مستعص في مرحلة متقدمة بالخصوص.
ويذكر السيد الشاذلي عزوز أستاذ بالمعهد العالي للتمريض بقابس وهو أحد المساهمين في تأسيس هذه الجمعية أن فكرة بعث هذا الهيكل الجمعياتي في مدينة قابس جاءت من محض الصدفة الجميلة حيث شاء القدر أن ألتقي بأحد أعضاء جمعية التعاون بتونس في أشغال ملتقى وطني وتبادلنا الحديث حول النشاط الإنساني والاجتماعي ببلادنا وإمكانية تقديم المساعدة على بعث فرع قابس للجمعية التونسية للنهوض بالعلاجات التلطيفية وفعلا أمكن بمبادرة من ثلة من أبناء قابس وبدعم متميز من جمعية التعاون بتونس من تركيز هذه الخلية الإنسانية في هذه الربوع. وتحدثنا الدكتورة إيمان الحشايشي رئيسة الجمعية التونسية للنهوض بالعلاجات التلطيفية فرع قابس قائلة أن العلاج التلطيفي عرفته منظمة الصحة العالمية بأنه يهدف إلى تخفيف المعاناة عن المريض بتقديم العلاج المناسب الذي يتركز على الرعاية الصحية والمتابعة اللصيقة للمرضى داخل محيطهم الأسري بالسهر على معالجة الأعراض الجسدية والنفسية لديهم إلى جانب إسداء المعونة والدعم الإجتماعي بغية تأمين أقصى درجة من الحياة الجيدة والمريحة للمرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية كالأورام الخبيثة ضمن مختلف مراحل المرض وأضافت محدثتنا أنه بالتوازي مع ما توفره من عناية متكاملة منها النفسية والدوائية لمرضى السرطان تسعى الجمعية إلى مساعدة هؤلاء المرضى وتعزيز دور العائلة في تحمل المرض ومضاعفاته التدريجية للعيش بحياة أفضل مؤكدة أنه من الممكن المساهمة في إعطاء مريض السرطان كرامته في آخر مرحلة من حياته ومنحه فرصة البقاء مع العائلة والموت في أحضانها دون ألم جسدي أو نفسي. وحول دور الجمعية في تأطير مقدمي الرعاية من شركاء ومتطوعين من أجل المساعدة على تحقيق الأهداف المرسومة تذكر الدكتورة إيمان الحشايشي أن الجمعية بادرت ببعث مركز تأطير واستماع تسعى من خلاله إلى تنظيم دورات تكوينة للشركاء والمتطوعين بين إطارات طبية وشبه طبية وممثلين عن جمعيات ذات صبغة اجتماعية في كيفية مساعدة المريض على التخفيف من الأعراض المرضية وتدريب أحد أفراد عائلة المصاب على كيفية التعامل مع المرض ويؤمن هذا المركز أيضا تقديم خدمات للمصابين بمرض السرطان تحديدا كمرحلة أولى فيما نأمل لاحقا أن تتوسع هذه الخدمات لتشمل مختلف المصابين بالأمراض المستعصية إلى جانب الاهتمام برعاية المريض وعائلته نفسانيا اعتمادا على طريقة الإنصات لشواغله وكيفية توجيهه. وفي إطار تفتحها على محيطها الصحي تحرص الجمعية على القيام بزيارات ميدانية إلى قسم الأورام الإقليمي بالمستشفى الجهوي بقابس بمعدل مرتين في الأسبوع لتقديم حصص تثقيفية حول أدوية وتغذية مرضى السرطان والوقاية من تقرحات الفراش إلى جانب عقد لقاءات مباشرة مع المرضى المترددين على المؤسسة الاستشفائية بغية تعريفهم بخدمات مركز التأطير والاستماع ودعوة المعني أو مرافقه لحضور حصص الإنصات بالانضمام إلى مجموعة الدعم بالمركز ومدهم بكتيبات تحسيسية حول الرعاية الصحية الأساسية والتكفل بمعالجة الأعراض المرضية داخل البيت كما تمكن بعض المنظورين من توجيههم إلى إحدى الجمعيات أو المنظمات بالجهة قصد تلبية توفير بعض احتياجاتهم المادية على غرار المواد الغذائية واللوازم الصحية وغيرها. وتأمل محدثتنا في أهل الخير والإحسان الوقوف إلى جانب الجمعية بدعم صندوقها المالي ومساعدتها على توفير ألعاب الأطفال وأغطية صوفية والوسادات وتطوير عدد مقدمي الرعاية بمزيد استقطاب المتطوعين في تأمين أنشطتها. كما تتطلع أيضا إلى ضبط قائمة اسمية في المصابين بمرض السرطان بولاية قابس وتنظيم أربع دورات تكوينية بمعدل ثلاثة أيام لكل دورة لإعداد مجموعة من فرق تخفيف المعاناة عن المرضى خلال السنة الجارية.