تونس الصباح: خلافا لما تردّد في بعض الأوساط الشعبية من أخبار مفادها ارتفاع عدد الاطفال المصابين بامراض السرطان جراء استخدام الهواتف الجوّالة واتباع أنظمة غذائية غير صحية، نفت مصادر «الصباح» بوزارة الصحة العمومية هذا الامر، مؤكدة على أن تزايد عدد الأطفال المصابين بالسرطان والذين يؤمون مستشفى الأطفال باب سعدون لا يعني ان عدد المرضى يرتفع من سنة الى أخرى بل مرده تحسن امكانيات تشخيص سرطانات الأطفال. وهذا نفس ما اكدته لنا الدكتورة سهام البرصاوي رئيسة قسم بمستشفى الاطفال باب سعدون. وقالت الدكتورة: «لا لم نسجل ارتفاعا في عدد الاطفال المصابين بالسرطان.. لكن لاحظنا أن التونسي اصبح اكثر دراية بالمرض.. وخلافا لما كان عليه الحال خلال سنوات خلت ازداد عدد الأولياء الذين يتوجهون الى المراكز الصحية للكشف المبكر عن السرطانات لدى اطفالهم وهذا أمر جيد للغاية لانه كلما تم اكتشاف المرض بصفة مبكرة كلما كانت امكانيات العلاج افضل وأنجع». وافادتنا الدكتورة انه بالعودة الى السجل الوطني للسرطان المتوفر بمعهد صالح عزيز نتبين ان انتشار المرض لدى الاطفال لم يتطوّر.. أسباب وعن سؤال يتعلق بأسباب اصابة الاطفال في تونس بأمراض السرطان، أجابت الدكتورة سهام البرصاوي ان هناك اسبابا جينية.. وجراء تغيّر يطرأ على الخلية ويسبب تضاؤل دور الجينات التي تتصدى للمرض.. ومن بين الاسباب الاخرى نجد تلوث المحيط لكن تأثيره في تونس ضعيف. وتحدثت الدكتورة عن مسألة اخرى لا تقل اهمية وقالت انه من بين اسباب اصابة الطفل بمرض السرطان نجد خضوعه للعلاج عن طريق التصوير بالأشعة كما توجد عوامل وراثية. ولكن هل يتسبّب استخدام الهاتف المحمول في اصابة الطفل بالسرطان؟ عن هذا السؤال اجابت الدكتورة أنه لم يتم التوصل بعد الى اجابة علمية دقيقة عن هذا السؤال وليس من الثابت تسبب الهاتف الجوال في مرض السرطان.. كما ان استخدام الطفل للهاتف الجوال يكون لفترات قصيرة زمنيا. واضافت محدثتنا: «ان ما نستطيع ان نؤكده الان هو أن التشخيص المبكر لمرض السرطان هو أفضل طريقة تضمن العلاج منه على النحو المناسب». واستدركت الدكتورة قائلة انه توجد نوعيات من السرطانات لا يمكن التفطن اليها الا بعد تطورها.. وبينت ان اكثر من 60 بالمائة من سرطانات الطفولة لا يتم التفطن اليها في الابان ولا يقع اكتشافها الا بعد ان تتقدّم.. كأن تمر الى الدم أو العظام. وقدمت محدثتنا مثالا عن ذلك وهو بروز غدة في بطن الطفل.. وتكون في مكان خفي ولا يمكن التفطن اليها بسهولة.. لكن حينما يتطور المرض تحدث اوجاع في العظم.. ومن خلال فحص تلك الأوجاع يكتشف الطبيب اصابة الطفل بسرطان. رعاية نفسية يحتاج الطفل المصاب بمرض السرطان الى عناية طبية كبيرة وكذلك الى رعاية نفسية.. هذا ما اكدت عليه الدكتورة البرصاوي وبينت ان الاطباء والاطارات شبه الطبية وجميع العاملين في مستشفى الأطفال في القسم المخصص لمرضى السرطان لهم دور كبير في انجاح علاج الطفل المريض.. وبينت انه يجب ان يتوفر محيط متكامل يساعد على العلاج ويسهّله على الطفل. وفسّرت ان علاج مريض السرطان يدوم عادة مدة طويلة تتراوح بين 4 اشهر على الاقل و3 سنوات.. وهذا الأمر يرهق الطفل ويقلقه نفسانيا.. اضافة الى ذلك يصاحب المرض ظهور عدة تغيرات مثل تساقط الشعر وحدوث تعفّنات وهذا يؤثر كثيرا على نفسية الطفل وحتى على عائلته لذلك يقتضي الامر من الاطباء والممرضين التعامل بليونة كبيرة مع المصابين واحاطتهم بالرعاية اللازمة ورفع معنوياتهم لان ذلك يساعد على العلاج في أحسن الظروف. وبينت محدثتنا انه في اطار الاحاطة النفسية بالأطفال المصابين بالسرطان.. وبصفة استثنائية نجد مستشفى الاطفال يقبل ايواء والدة المريض مع ابنها وقالت ان الاقسام الاخرى تأوي الأطفال بمفردهم.. لكن القسم المخصص للسرطان يرقد فيه الطفل وامه لان الطفل المريض بالسرطان يشعر بأوجاع كبيرة كما أن الدواء نفسه يتسبب في ايلامه فتتضاعف حاجته الى الرعاية والى حضن أمه وحنانها. وتتوفر القاعات التي يرقدون فيها على أجهزة تلفزيون للترفيه عليهم والتخفيف من معاناتهم.. ولكن الاهم من كل شيء هو ضرورة توفر اطارات طبية وشبه طبية لها قلوب رحيمة ومحبّة للأطفال.