رحل في صمت.... كم كان كبرياؤه يؤذي المتطاوسين.... رحل في صمت ولم يرحل ..... مازال دخان سجائره يعبق.... وضحكته الساخرة المجلجلة الطفولية تسخر ..... من بعض «الثقفوت» الذين صنفوه في عداد.... الذين لا يرجى منهم خيرا ولا منفعة..... كان عمار منصور ساخرا.... متجليا متفردا في عالم صنعه لنفسه...... لم أعرفه الا مؤخرا عرفته ديوانا للشعر العربي.... ذاكرة تحفظ مئات الآلاف من الابيات...... وحبا للمعري لا ينازعه فيه أحد...... كان ثائرا....لا شيء يقنعه في زمن «تامير الاراذل على الافاضل»...... لم يتاجر بالسجن الذي اكل التهم عمره الطري..... كان يرفض حتى الحديث عن السجن ونضالاته...... «ما قمت به لم يكن منة مني..... كل ما فعلته هو ارضاء وتلبية نداء هتف داخلي....» المناضل الشاعر صمت ولم يصمت...... حمل الطعام الى الفلاقة وسجن مع جماعة آفاق.... هرب مجموعتين من السجن ولم ينشرهما...... لم يتطاوس كغيره..... انزوى ليتأمل ويسخر من عالم انخرط... في مراسم الكذب.... وحين اقتربت منه اكتشفت زيف ما يدعيه بعض الذين يرثونه بأسلوب رديء.... حدثني عن بعض دناءاتهم..... وهاهم اليوم يدعون به وصلا..... لم يمت عمار منصور الذي قرر رفاقه الخلص اعداد كتاب سيصدر بعد أيام بعنوان: «قصائد مهربة من السجن» في انتظار احتفال سيقام في شهر مارس وقد يصبح تقليدا سنويا لرجل «لم يدركه الرجل».....