أنمار... (إلى عراقي بتروا يديه وأفقدوه البصر فظل واقفا) من أين يبدأ الحلم يا أنمار حين ينمو الدمع وتذهل الأقمار؟ فعلى قدر جراحك ينهمر الصمود وتعشق الأقدار وعلى قدر احتضارك ينزوي الزمن وتخشع الأبصار في ذلك الصباح كان في الجرح متسع للنار والصدإ... وفورة الأخطار... وكانت دموع الضفاف ترسم ظلها للأهل والأخيار... وكان النخل الطريد واقفا ينشد الصحو وعودة الأطيار وكان الفرات على أهبة الكبرياء نبيّا... يذكر بالصبر وحكمة الأنهار... في ذلك الصباح كان في الشرفة قناص يؤثث الشارع بالموت ويصطفى الذعر نديما للحلم والأخبار... في الشرفة الباقية كان يستلّ خوفه من الفجر المحدّق وسطوة الأعذار غير أنه ينسى أن الموت لا يكفي هناك كي يسرق الأعمار... في ذلك الصباح تساقط الدمع على المفردات وناحت لفقد الدار هذه الأوتار... وكان الغريب يراود الأرض هيهات العراق والموصل والأنبار... وكان يمضي على النار بالأحرف الخائنة هيهات القصيدة والريح والأشعار من يديك يبدأ الحلم يا أنمار ومن عينيك يولد الفجر وتُبعث الأبصار... n تسونامي... سبق المدّ هذه المرة العدم والساحل الشرقي لا يدري هل يمرح الموج أم بعث البحر؟ تسونامي... ينتفض في غيبة الفرح ويأتي كمن جاء في غفلة الأمر... عابر الأرض اكتفى بالموت عنوانا واقتضى ثورة الماء على العمر... حارس الموت ارتوى ثملا وانتشى بالحزن وامتد كالسحر... تسونامي... يا هادرا شرقيا... يمضي صوب الروح والفجر لا يرقى اليك الحلم والشك فمن ذا الذي يسير بعكس المنايا ويحتال على القدر تسونامي... يا هادرا مكتوبا على صفحة الأقدار أنت العظيم ودونك الكائنات والبشر من ربقة الأيام تأتي على أهبة التيه والدمعة والسر توشح المارون الحكاية ولم يكن في الحقيقة أحد يدري هل يمرح الموج أم بُعث البحر؟ n سيدة الأقدار... كم عاشقا يلزمها الفلوجة هذا العام هي الهادرة في مدائن الصمت هي الصارخة في رحلة الأسرار هي العابرة صوب الماء والنار هي الطلقة الصادقة وسيدة الأقدار... حبيبتي من الفلوجة سمراء من عبق الصحراء خضراء من جدائل الأشجار حمراء بفورة الدم وجوارح الأخطار... هي حبيبتي... أرسم لها في العشق امتدادا أصطفي لها الشمس رداء وبهجة الأعمار... هي حبيبتي تذكرني سهر الليالي وناي الرعاة في وضح الأقمار تذكرني مواسم الصبر اذا غاب عن الفجر شكل الصحو وزحمة الأمطار هي حبيبتي رغم المنايا المحدقة رغم الشظايا التي حاصرت القصائد واغتالت حكايات الحنين ورعشة الأزهار هي حبيبتي... لو قيل عنها تمردت لوسار الى دربها الغاوون وانهالت على وجهها الأبصار هي حبيبتي... برغم الصراخ برغم الجراح سيسألني المارون عن الوجهة سأقول : هنا الفلوجة قبلة العشق هنا الحبيبة الراسخة في الدفء هنا النخلة الواقفة في مدونة الأخبار سيسألني أطفال الطريق عن أول الفرحة سأقول : تعالوا إلى أرض هي الحلم افتحوا أشرعة المرح واكتبوا على بابها الأناشيد اذا شاءت الأوتار سيسألني وجهي عن المرايا سأعلمه كيف يرتسم وشما على صفحة الأنهار حبيبتي من الفلوجة وإن طاردوا ظلها هي البدء والمنتهى