التأمت نهاية الأسبوع جلسة عمل مضيقة بمقر ولاية بن عروس تحت إشراف السيد كمال الشرعبي والي الجهة وبحضور ممثل عن المجمع الألماني لكفاءات الإنجاز DHK المتمثلة في شخص السيد طارق دراويل المدير التجاري للمجمع وهو ألماني من أصل تونسي للتباحث والتدارس في خصوص عرض إمكانية إحداث مشروع ضخم ومن الحجم الكبير في المجال البيئي بجهة بن عروس . وحضر من الجانب التونسي كل من السيد نور الدين العليمي المدير الجهوي للتجهيز والسيدة هالة الحامي والسيد فرج بالحاج عمر نائبا المجلس الوطني التأسيسي وإطارات إدارية عليا بالولاية . و تطرق السيد طارق دراويل إلى شرح كامل مكونات المشروع المزمع إنجازه فأفاد بأنه يتمثل في تحويل النفايات والفضلات بأنواعها ضمن منظومة علاجية وذلك بتوفير آلات عملاقة ومعدات وآلات ضغط بعد استخراج المنتوج من مواد صلبة وعضوية وأخرى لينة حتى تستغل في مرحلة لاحقة حسب المجالات كما بين أن هناك إمكانية استخراج كميات هامة من الوقود باعتماد الآلات الضاغطة ليقع تحويلها إلى طاقة باستعمال طرق عصرية في الاستغلال والتصفية حتى يصبح بيولوجيا أما بقية الكمية غير المعالجة فيمكن استغلالها في تشغيل الآلات الضخمة مثل الرافعات وغيرها داخل مصب النفايات كما يمكن استخراج طاقة أخرى بديلة صالحة لتشغيل الآلات والتجهيزات وربطها بعداد لتزويد بعض المصانع أو خزنها بخزانات بعض المؤسسات حتى تستغل لاحقا عند الحاجة بمقابل مادي تعود مداخيله إلى ميزانية المجلس الجهوي.
وأضاف السيد «دراويل» بأن الهدف من بعث هذا المشروع هو ربحي بالأساس يعود بالنفع على كل الجهات المنخرطة في هذه المنظومة التشاركية بمعنى أن المجمع الألماني ملزم بتوفير كل الاعتمادات المالية والوسائل اللوجستية وكامل وسائل الإنتاج وما على الطرف الثاني من جهة بن عروس إلا توفير قطعة الأرض من أملاك الدولة لتركيز المشروع كما يتعهد المجمع بغلق مصب الفضلات الحالي ببرج شاكير وتسييجه ثم تشجيره وصيانته كما يلتزم برفع وجمع جميع الفضلات التي يمكن استغلالها في المشروع وبذلك نتمكن من القضاء على ظاهرة التلوث البيئي وانتشار الفضلات وإعفاء البلديات من إهدار أموال طائلة في رفع الفضلات .
ورحب كافة الحضور بفكرة المشروع حيث نوه السيد والي بن عروس بجدواه من جوانب عديدة أهمها توفير مواطن شغل لأبناء الجهة المعطلين عن العمل والمساهمة في المحافظة على البيئة ومساعدة عمل البلديات إذ صرح بأن جزءا هاما من ميزانياتها ينفق في رفع الفضلات فيصل إلى حوالي 35 مليارا من المليمات أي بنسبة 40% كما أكد على ضرورة تشريك كفاءات تونسية في المجال البيئي عند دراسة تفاصيل المشروع مع الحرص والعمل على ايجاد حلول ناجعة لإنجاح المشروع مع تشكيل لجان فنية واقتصادية سوف تنكب على الدراسات لمعرفة مدى جدوى مردوده المالي ونتائجه سواء كانت ايجابية أوسلبية. في نهاية الجلسة اتفق الحاضرون على تشكيل لجنة تتكون من السيدين رئيس بلدية بن عروس والمدير الفني لبلدية المحمدية والسيد فرج بالحاج عمر عضو المجلس الوطني التأسيسي لتقوم بزيارة ميدانية للمشروع النموذجي بدولة ألمانيا حتى تتعرف على أهم مراحله ومكوناته وذلك خلال الأيام القريبة القادمة.