منذ الصباح الباكر ضربت قوات الأمن رقابة على مدخل النزل الذي أقام فيه نجيب الشابي اجتماعا شعبيا وذلك تحسبا لأي محاولة للتشويش على الاجتماع خاصة بعد الشعارات التي رفعت في وجه الشابي عندما قدم إلى إذاعة خاصّة بقابس. وكان الأستاذ أحمد نجيب الشابي أدى زيارة ميدانية الى ولاية قابس تواصلت على مدى ثلاثة أيام اطلع من خلالها على شواغل عديد المناطق وتوجت صباح الأحد باجتماع شعبي حضره جمهور غفير من منخرطي الحزب. الشابي قال للشروق انه جاء الى قابس في زيارة ميدانية من أجل تقديم رسالة طمأنة الى الأهالي والتأكيد لهم بأننا واعون بما تعانيه الجهة من مخاطر التلوث البيئي وما يستوجبه ذلك من حلول عاجلة وأخرى جذرية على المدى الطويل، لقد اطلعت عن قرب على ما تعيشه بعض المناطق من تهميش وعطش واستمعت الى الشواغل البسيطة والهامة وتطلعات المواطن في هذه الربوع وأقول صراحة لقد ازددت اقتناعا بأن التنمية الجهوية وجب أن تكون من أولويات الحكومة.
وقد افتتح الاجتماع الشعبي السيد عبد الجبار الرقيقي عضو المكتب السياسي للحزب الذي نبه الى الأخطار العديدة التي تهدد بلادنا في هذه المرحلة الانتقالية والحرجة وعلى رأسها العنف بكل أشكاله الذي استشرى في إطار التجاذبات السياسية وتحول الى غول يهدد وصولنا الى موعد الانتخابات بسلام. أما الأستاذ أحمد نجيب الشابي فقد قال في مستهل كلمته انه اطلع ميدانيا على شواغل أبناء الجهة ووقف على المآسي التي خلفها التلوث الكيميائي على حياة المواطن اليومية وعلى صحته وعلى الثروة المائية التي حرمت منها الواحة والفلاح وهو أمر يتوجب تصويبه وتداركه ويتطلب استثمارات عمومية ضخمة تساهم في بناء أسس التنمية واعادة الثقة للمواطن، الشابي قال انه في اطار دوره السياسي في المعارضة مطالب بابلاغ صوت المواطن الى سلطة القرار وبامكانه أيضا متابعة الملفات مع السلطة المركزية والجهوية والمطالبة بتسريع الانجاز.
أما على الصعيد العمل السياسي فقد قال الشابي ان أكبر خطر يهدد تونس اليوم هو سقوط الحكومة وحصول فراغ سياسي خاصة بعد ما وصلت اليه الخلافات داخل الترويكا الحاكمة أو حتى داخل حركة النهضة نفسها وما يهدد بتفكك مثلث الحكم، وهذا الأمر لا يفرحنا بل يحزننا ونحن مع تماسك الحكومة وخروجها من أزمتها بأي صيغة توافقية تضمن وضوح الرؤيا للمرحلة المتبقية والوصول الى شاطئ الأمان. الشابي قال ان الجمهوري مع اجتماع كل الأطراف السياسية حول طاولة الحوار الوطني والمطلوب منا نسيان كل خلافاتنا والنظر فقط الى مصلحة تونس العليا ونحن مستعدون للمشاركة في حكومة وحدة وطنية أو تكوين حكومة تكنقراط ندعمها لكي تنجح، الشابي ختم كلمته بالقول ان لا أحد من حقه اقصاء غيره ومنعه من النشاط السياسي أو الاجتماع اليوم وبعد أن كسرنا أغلال الظلم والدكتاتورية لا نريد أغلالا جديدة مهما كان مأتاها، نحن شعب أعطينا المثال لكل شعوب العالم عند تفجير ثورات الربيع العربي وعلينا اليوم اعطاء المثال من جديد بانجاح مسار ترسيخ الديمقراطية.\